اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 134
هذه هي حال معظم الصرفيين من الاشتقاق من الاسم الجامد إلا أننا نجد أبا العلاء (1)
يقر هذا الأمر بلا غضاضة، وبلا نكير. قال عند قول أبي تمام:
حَضرَمتُ دَهري وَأَشكالي لَكُم وَبِكُم ... حَتّى بَقيتُ كَأَنّي لَستُ مِن أُدَدِ [بحر البسيط]
((.. ((حضرمتُ دهري))؛ أي: جعلته بحضرموت. فكأنه اجترأ على بنية هذه الكلمة لما كانت العرب تقول: رجل حضرمي؛ إذا نسبوه إلى حضرموت؛ فبني الفعل على ذلك، وهذا كما يقال: ((مَضَّرتُ فلانا))؛ إذا نسبته إلى مُضَر،
و ((قيَّسته))؛ إذا نسبته إلى قيس)) [2].
ـ قال عند قول أبي تمام:
جَلَّيتَ وَالمَوتُ مُبدٍ حُرَّ صَفحَتِهِ ... وَقَد تَفَرعَنَ في أَوصالِهِ الأَجَلُ [بحر البسيط]
(1) ويشارك التبريزي أبا العلاء في عدم إنكاره على هذا النوع من الاشتقاق، حيث قال في أحد المواضع يشرح بيت أبي تمام يمدح فيه المأمون:
نيطَت قَلائِدُ عَزمِهِ بِمُحَبِّرٍ ... مُتَكَوِّفٍ مُتَدَمشِقٍ مُتَبَغدِدِ [بحر الكامل].
((وصف نفسه (أي أبوتمام) بـ ((مُتَكَوِّفٍ)) يَمُتُّ إلى المأمون بأنه شيعي؛ لأن المأمون أظهر التشيع في أول أمره، وأهل الكوفة ينسبون إلى أنهم شيعة. وقال: ((مُتَدَمشِقٍ))؛ لأنه من أهل جاسم. وقال: ((مُتَبَغدِدِ))؛ أي هوظريف)). [2/ 55ـ56ب43]. وقال في موضع آخر:
((قُلْنِست: من القلنسوة، ويقال: قَلْنَسْتُه وقَلْسَيْتُه، ولوقال: قَلَّسْتُه بالتشديد لكان وجها)). [3/ 264ب25]
ومما أشار إليه التبريزي أيضا إمكانية اشتقاق الفعل من الحرف. قال عند قول أبي تمام:
يا مَنزِلاً أَعطى الحَوادِثَ حُكمَها ... لا مَطلَ في عِدَةٍ وَلا تَسويفا [بحر الكامل].
((يقال: سَوَّف الرجل؛ إذا مطله .. وأصل ذلك أن يقول: سوف أفعل .. فهذا يدل على أن اشتقاق ((التسويف)) من ((سوف)) التي تدخل على الفعل المضارع؛ فتخلصه للاستقبال)). [2/ 376ب2]. وشاركه الزمخشري في ذلك فقال: ((سَوَّف الأمر؛ إذا قال: سوف أفعل)).
[أساس البلاغة: مادة سوف، ص 467]. وجاء في المعجم الوسيط: ((فَأَفَأَ: أكثر من ترديد حرف الفاء في كلامه؛ فهو فَافأٌ، وفأفاء)). [مادة: فأفأ، 2/ 696]. [2] ديوان أبي تمام بشرح التبريزي: [4/ 337ب7].
اسم الکتاب : شرحا أبي العلاء والخطيب التبريزي على ديوان أبي تمام دراسة نحوية صرفية المؤلف : إيهاب سلامة الجزء : 1 صفحة : 134