اسم الکتاب : أحكام التيمم دراسة فقهية مقارنة المؤلف : الحازمي، رائد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 217
في ليلة باردة شديدة البرد، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، وذكرت قول الله عز وجل: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئًا [1].
وجه الدلالة:
في الحديث دليل على جواز التيمم لمن خاف على نفسه الهلاك من البرد، مع أن عمرو بن العاص قد تيمم مع وجود الماء، وسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقره.
فيفهم من ذلك جواز التيمم لمن وجد الماء ولكنه خائف من استعماله الضرر؛ لأن الخوف لا يختلف، وإنما اختلفت جهاته [2].
ثالثًا: من المعقول:
1ـ أن أصحاب هذه الأمثلة عادمون للماء حكمًا [3]، فيباح لهم التيمم.
2ـ أنهم خائفون من الضرر باستعمال الماء [4]، والضرر منفي شرعًا.
3ـ قياسًا على الجريح والمريض إذا خاف أحدهما على نفسه من استعمال الماء، فإنه يجوز له التيمم [5]، فكذلك من خاف على نفسه ضررًا أو على ماله أو على رفقته ونحو ذلك. [1] تقدم تخريجه (ص 127). [2] المغني (1/ 336). [3] البحر الرائق (1/ 248)، المجموع (2/ 206)، شرح العمدة (1/ 423). [4] الكافي لابن قدامة (1/ 97). [5] شرح التلقين (1/ 278)، المغني (1/ 340).
اسم الکتاب : أحكام التيمم دراسة فقهية مقارنة المؤلف : الحازمي، رائد بن حمدان الجزء : 1 صفحة : 217