المبحث الأول في (موقف الشريعة الإسلامية من تعلم الطب والجراحة الطبية)
يعتبر علم الطب من العلوم المهمة في الحياة البشرية، وبتطبيقه تتحقق كثير من المصالح العظيمة والمنافع الجليلة، التي منها حفظ الصحة، ودفع ضرر الأسقام والأمراض عن بدن الإنسان، فيتقوى المسلم بذلك على طاعة ربه تعالى ومرضاته.
ولعظيم ما فيه من المصالح والمنافع أباحت الشريعة الإسلامية تعلمه وتعليمه، وتطبيقه.
قال الإمام محمد القرشي المعروف بابن الإخوة [1] -رحمه الله-: "الطب علم نظري عملي أباحت الشريعة تعلمه لما فيه من حفظ الصحة، ودفع العلل والأمراض عن هذه البنية الشريفة ... " [2] اهـ.
والناس في مختلف العصور والأزمنة محتاجون إلى وجود الطبيب الذي يسعى في معالجة مرضاهم، فيقوم برعايتهم، ودفع ضرر الأسقام والأمراض والجراحات عن أبدانهم بإذن الله تعالى، ولا يمكن لمجتمع [1] هو الإمام محمد بن محمد بن أحمد بن أبي يزيد بن الإخوة القرشي، ولد -رحمه الله- في عام 648 من الهجرة، وتوفي في عام 729 من الهجرة، وكان محدثاً، ومن آثاره: معالم القربة في أحكام الحسبة. الأعلام للزركلي 7/ 263، ومعجم المؤلفين لكحالة 11/ 181. [2] معالم القربة في أحكام الحسبة لابن الإخوة ص 253.