المطلب الثانى في (تعريف الجراحة اصطلاحًا)
تعتبر الجراحة عند الأطباء فرعًا مستقلاً من الفروع الطبية، يشتمل على مهام معينة، ويتقيد بضوابط محدودة؛ لذلك اصطلح الأطباء على تعريف الجراحة بتعريف مستقل يحدد المفهوم منها عند أهل الاختصاص، وقد أشار ابن القف [1] إلى ذلك التعريف بقوله: "صناعة ينظر بها في تعريف أحوال بدن الإنسان من جهة ما يعرض لظاهره من أنواع التفرق في مواضع مخصوصة، وما يلزمه" [2]. اهـ.
ثم شرح هذا التعريف بقوله:
قولنا: "صناعة": يجري مجرى الجنس [3] لجميع الصنائع.
وقولنا: "في تعريف": لأن المدرك منها أمور جزئية. [1] هو أمين الدولة أبو الفرج يعقوب بن موفق الدين بن إسحاق المعروف بابن القف، ولد بالكرك، وذلك في سنة ثلاثين وستمائة للهجرة، وكان نصرانيًا، توفي بدمشق سنة خمس وثمانين وستمائة للهجرة، ويعتبر من أطباء العرب المشهورين، وكتابه العمدة في الجراحة الطبية من أنفس المؤلفات المكتوبة فيها، وفيه يقول ابن أبي أصبعيه: "كتاب العمدة في صناعة الجراح عشرون مقالة علم، وعمل يذكر فيه جميع ما يحتاج إليه الجرائحي بحيث لا يحتاج إلى غيره" اهـ. ومن مؤلفاته: (جامع الغرض في حفظ الصحة ودفع المرض)، (الأصول لشرح الفصول لبقراط)، (الشافي في الطب).
عيون الأنباء لابن أبي أصبعيه 2/ 767، 768، ومعجم المؤلفين لعمر كحالة 3/ 16، 13/ 245. [2] العمدة في الجراحة لابن القف 1/ 4، 5. [3] الجنس: كلي مقول على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو من حيث هو كذلك. التعريفات للجرجاني 53، 54.