وهكذا يجاب عن الحديث الثاني الذي احتجوا به، ويزاد عليه بأنه ضعيف الإسناد لا يصلح للاحتجاج به [1].
ثالثًا: وأما استدلال أصحاب القول الثالث فإنه يجاب عما ذكروه من تأكد الاختتان في حق الرجال دون النساء من وجهين:
الوجه الأول:
لا نسلم صحته من جهة كون ذلك مقتضيًا لسقوط الوجوب في حق النساء لوجود السبب الداعي إليه فيهن وهو اعتدال الشهوة عند الأنثى بالختان [2]. واعتدالها معين على العفة وهي مقصودة ومطلوبة شرعًا.
وعليه فكما أن طهارة الحس موجبة لتأكد الختان في حق الرجال، فكذلك طهارة الروح موجبة لتأكده في حق النساء.
الوجه الثاني:
سلمنا صحة ما ذكروه من النظر لكن نقول هذا اجتهاد في مقابل النص، ولا اجتهاد مع النص ... والله تعالى أعلم.
* * * [1] قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- فيه: "هذا حديث يروى عن ابن عباس بإسناد ضعيف، والمحفوظ أنه موقوف عليه، ويروى أيضًا عن حجاج بن أرطأة وهو ممن لا يحتج به" اهـ. تحفة المودود ص 137. [2] يقول الامام ابن القيم -رحمه الله-: "إن الخافضة إذا استأصلت جلدة الختان ضعفت شهوة المرأة فقلت حظوتها عند زوجها، كما أنها إذا تركتها كما هي لم تأخذ منها شيئًا ازدادت غلمتها، فإذا هي أخذت منها وأبقت كان ذلك تعديلاً للخلقة والشهوة" اهـ. تحفة المودود ص 140.