responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 76
آثَرُوا فِرَاقَ أنفُسِهم لأجلِ مُخَالفاتها للخَالِقِ سبحانه وتعالى، فهذا يقول: " زَنَيْتُ فَطَهِّرْنِي " [1]، ونَحْنُ لا نَسْخُوا أنْ نُقَاطِع أحَداً فيه لِمَكانِ الْمُخَالَفَة!) انتهى [2].
وعن عاصم بن أبي النجود قال: مَرَّ رَجُلٌ من الأنصار على زِرِّ بنِ حُبيش وهو يُؤَذِّن فقال: يا أبا مريم قد كنت أكرمك عن الأذان!؛ فقال: إذَنْ لاَ أُكَلِّمكَ كَلِمَةً حتى تَلْحَق باللهِ) [3].
وقد هَجَر الإمامُ أحمد الْحزامي، وكان الحزامي هذا قد ذَهَبَ إِلَى ابنِ أبِي دُؤَاد، فَلمَّا أتى إلى الإمامِ أحْمَد - رحمه الله - أغْلَقَ البَابَ فِي وَجْهِهِ وَدَخَل [4].
إنَّ مصيبة مصائب العصاة في وقتنا أنهم يُكابرون مَن يُنكر عليهم، وَحُجَّتهم مُقَلَّديهم من مشايخِ ونحوهم فَيحتجون بِفِعْلِهم

[1] أنظر: ما أخرجه مسلم في «صحيحه» برقم (1695) وغيره، وفيه قصة " ماعز بن مالك " حيث زنَى فجاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (يا رسول الله: طهِّرْنِي)؛ وفيه أيضاً قصة المرأة الغامدية التي زَنت وجاءت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (يا رسول الله: إني قد زنيت فَطَهرِّنِي)، وفي آخر القصة بعد أن رُجم " مَاعِز " فمات - رحمه الله ورضي عنه - أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الصحابة الكرام أن يستغفروا له، ثم قال: (لقد تاب توبة لو قُسِمت بين أمة لوسِعتهم)؛ وقال - صلى الله عليه وسلم - عن " الغامدية " بعد أن تم رجْمُها فماتت: (لقد تابَت توبة لوْ تابَها صاحب مَكس لغُفر له) ثم صلى عليها ودَفَنها - رحمها الله ورضي عنها -.
[2] أنظر: «غِذاء الألباب»، (1/ 223).
[3] أخرجه ابن سَعد في «طبقاته» (6/ 105)، وابن عساكر في «تاريخه» (19/ 30).
[4] أنظر: «مناقب الإمام أحمد» لابن الجوزي، ص (250).
اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست