اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 46
فصل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (أشار أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - لَمَّا قال له عمر بن الخطاب في بعض ما يُخَاطبه به: يا خليفة رسول الله: " تألَّف الناس "، فأخَذ بلحيته وقال: «يا ابن الخطاب .. أجَبَّاراً في الجاهلية خَوَّاراً في الإسلام؟!، عَلاَمَ أتألَّفُهُم؟!، أعَلَى حديثٍ مُفترى أم شِعْر مُفْتَعل؟!».
يقول: إني لست أدعوهم إلى حديث مفترى كقرآن مسيلمة ولا شعر مفتعل كشعر طليحة الأسدي) انتهى [1].
أين الصِّدِّيق والفاروق مِمَّن مَيَّعوا دينَ ملك الملوك سبحانه؟!، والمؤمن لا يُذِلُّ نفْسَه لأنَّ دينَهُ عزيزٌ عليه، وفد قال رجل للحَسَن البصري: إنك مُتكَبِّر!، فقال: (لستُ بِمُتكَبِّرٍ ولكني عَزِيز) [2].
كذلك فشأن الدِّين اليوم ليس هو كأوله، ولذلك أنكر أبوُ بَكْرٍ على عُمَرَ - رضي الله عنهما - التأليفَ لظهورِ الدِّين.
وقد ذَكَر الدارمي في «سُنَنِه» [3] عن عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نَهَى عن درهمين في درهم، فقال فلان: ما أرى بهذا بأساً، [1] «مجموع الفتاوى»، (2/ 136). [2] «طريق الهجرتين»، ص (186 - 187). [3] برقم (443)؛ وانظر: «قواعد التحديث» للقاسمي، ص (296).
اسم الکتاب : إمعان النظر في مشروعية البغض والهجر المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 46