responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 92
• من أحداث سنة (718 هـ):
وذكر ابن كثير أنه في سنة ثمان عشرة وسبعمائة وصلت الأخبار في المحرم من بلاد الجزيرة [1]، وبلاد الشرق سنجار والموصل وماردين وتلك النواحي بغلاءٍ عظيم، وفناء شديد، وقلة الأمطار، وخوف التتار، وعدم الأقوات، وغلاء الأسعار، وقِلّة النفقات، وزوال النعم، وحلول النقم، بحيث إنهم أكلوا ما وجدوا من الجمادات والحيوانات والميْتات، وباعوا حتى أولادهم وأهاليهم، فَبِيعَ الولد بخمسين درهماً وأقلّ من ذلك، حتى إن كثيراً لا يشترون من أولاد المسلمين، فكانت المرأة تصرخ بأنها نصرانية لِيُشترى منها ولدها لتنتفع بثمنه، ويحصل له من يطعمه، فيعيش وتأمَن عليه من الهلاك، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ووقعت أحوال صعبة يطول ذكرها، وتنبو الأسماع عن وصْفها.
وذَكر أنه ترحّل منهم قريب الأربعمائة، وأنهم هلكوا في الطريق بسقوط الثلج عليهم، وطائفة أخرى صحبوا التتار، فلما انتهوا إلى عقبة صعدها التتار، ثم منعوهم أن يصعدوها لئلا يتكلفوا بهم، فماتوا عن آخرهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم [2].

[1] ليست جزيرة العرب بل هي بلدة مجاورة للشام وتقع بين دجلة والفرات؛ أنظر: معجم البلدان 2/ 134.
[2] البداية والنهاية، 14/ 86.
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 92
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست