responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 119
وقال تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ} [1]، والأجل المسمى هو يوم القيامة.
وها نحن نشاهد كلَّ يوم كيف يساق الناس إلى المقابر رجالاً ونساءاً، وشيباً وشُبَّاناً .. فهل من معتبر؟!.
وقد أحْسَن مَن قال:
هو الموتُ ما مِنهُ مَلاذٌ وَمَهْربُ ... نشاهدُ ذا عين اليقينِ حقيقة ... ولكنْ عَلاَ الرَّانُ القلوبَ كأننا ... نؤمِّل آمَالاً ونرجو نَتاجَها ... ونبني القصورَ المشمخرَّاتِ في الهوى ... ونسعَى لجمعِ المالِ حِلاً ومأثماً ... نُحاسبُ عنه داخلاً ثُمَّ خارجاً وأول ما يبدو ندامةُ مُسْرِفٍ ... إذا قيل أنتمْ قد عَلِمْتمْ فَمَا الذي ... فياليتَ شِعْرِي مَا نقولُ وَمَا الذي إلى اللهِ نشكُو قسوةً في قلوبِنَا ... مَتَى حُطَّ ذا عَنْ نَعْشِهِ ذاكَ يَرْكَبُ ... عليهِ مَضَى طِفْلٌ وَكَهْلٌ وَأَشْيَبُ ... بِمَا قَدْ عَلِمْنَاهُ يَقيناً نكَذِّبُ ... وعلَّ الرَّدَى مِمَّا نُرَجِّيهِ أقْرَبُ ... وفي عِلْمِنَا أنَّا نموتُ وَتَخْربُ ... وبالرغمِ يَحْويهِ البَعِيدُ وأقْرَبُ ... وفيمَ صَرَفناهُ وَمِن أيْنَ يُكْسَبُ ... إذا اشتدَّ فيهِ الكَرْبُ والرُّوحُ تُجذَبُ عَمِلْتمْ وكلٌّ في الكتابِ مُرَتبُ ... نُجِيبُ بِهِ والأمرُ إذ ذاكَ أصْعَبُ ... وفي كلِّ يومٍ واعظُ الموتِ يَنْدبُ ... وبالجملةِ الأمثالُ للناسِ تُضْربُ: ... ولوْ بَينهمْ قد طابَ عَيشٌ وَمَشربُ ... ويومٌ به يُكسَى المذلةَ مُذنبُ ... كذا الأمّ لَمْ تنظرْ إليهِ ولا الأبُ ... مقالته: يَاويلتى أيْنَ أذهَبُ! ... نُردّ إلَى الدنيا ننيبُ ونرهَبُ ... شُغِفنا بدنياً تضْمِحِلُّ وَتذهَبُ ... إلى الله والدارِ التي ليسَ تخربُ ... وهذا غرابُ البيْنِ في الدارِ يَنعبُ ... .

[1] سورة النحل، الآية: 61.
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست