responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 114
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [1] انتهى [2].
وإن الذي يتفكر في هذا الانفتاح من الدنيا والإقبال عليها، والغفلة والذهول عن الآخرة إلا على مقتضى ما قال الحسن البصري - رحمه الله -: (كلما حَسُنت منا الأقوال ساءت منا الأفعال)، وذلك منذ حوالي سبعين سنة؛ فقد حصل انفتاح من الدنيا باهر، وإقبال عليها لم يسبق له مثيل لا في كثرته ولا في صفته ولا في كيفيته، مع إعراض عن الآخرة، ومبارزة لله بمساخطه؛ ثم يتفكر بأنه ومنذ ذلك الوقت لم يأتِنا ما أتى مَن قبلنا مما تقدم ذكر أمثلة له، وأن أولئك خير منا بأكثر من الكثير ولا ريب في ذلك مع سلامتنا مما عاقبهم الله به في الدنيا!.
وهذا لا تُمْكِنُ الإجابة عليه ومعرفة سِرِّهِ مِن أشباه الأنعام من المنافقين والفسَقة الفجَرة لأن هؤلاء كما وصفهم السلف بـ " البعير، عَقَلَه أهلُه .. فلا يدري لِمَ عَقَلوه!، وأطلقوه ولا يدري لِمَ أطلقوه! ".
إن لله سُنَن لا تبديل لها، وهي عادته سبحانه، ومن عادته تعجيل العقوبة للمسلمين إذا تعرضوا لمساخطه تمحيصاً وتكفيراً لسيئاتهم، ولا يتعارض هذا مع غضبه، كذلك فإن في طيِّ ذلك الرحمة بعباده حيث

[1] سورة الأنعام، الآيات: 44 - 45.
[2] أخرجه أحمد برقم (17349) والطبراني في الكبير برقم (913) والأوسط برقم (9272).
اسم الکتاب : التفكر والاعتبار بآيات الكسوف والزلازل والإعصار المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست