اسم الکتاب : الجامع لأحكام الصلاة المؤلف : عادل بن سعد الجزء : 1 صفحة : 286
معين ومن الله ظهير، ومن هذه الساعة توطن نفسك على أنك تأمره، ولو أن ابنك امتنع من القيام وكان كبيرًا تخاصمه، وتقف في وجهه، وتنكر عليه، حتى يشعر أنه لا مكان له في هذا البيت إلا إذا أقام حد الله وحرمات الله -سبحانه وتعالى-، فإذا استقامت بيوت المسلمين على هذا استقام لهم أمر الدين والدنيا والآخرة. قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إنّا أمة أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العز ما سواه أذلنا الله" [1]، ولذلك تجد من أذل الآباء والأمهات في البيوت الذي لا يأمر بطاعة الله، ولا ينهى عن محارم الله، وتجد أعز الآباء وأعز الأمهات في البيوت الذي إذا دخل الأب كأنه دخل مهيمنًا على هذا البيت؛ لكنه مهيمن بأمر الله وتمكين الله -جل وعلا-؛ لأن الله وعد أن يمكن في الأرض كل من أمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، ولا تزال تقيم حد الله في بيتك حتى يوفقك الله فتنتقل إلى مرتبة أعلى، فتصبح آمرًا بالمعروف في قرابتك، ثم يرفع الله ذكرك حتى تصبح آمرًا بالمعروف في حيّك، وهكذا وهكذا حتى يجعلك الله هاديًا مهديًا موفقًا مسددًا، والله -تعالى- أعلم.
موسوعة الفتاوى الإسلامية، الشيخ محمد مختار الشنقيطي
صلاة الحارس
السؤال: جنديٌّ مكلف بحراسة أحد الأماكن وحان وقت صلاة العصر، ولم يصلها إلا بعد صلاة المغرب لأنه لم يجد من ينيبه للقيام بخفارته، هل عليه إثم في تأخيرها؟ وماذا يفعل من هو على تلك الحال؟.
الجواب: لا يجوز للحارس وغيره أن يؤخر الصلاة عن وقتها لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103] أي مفروضة في الأوقات.
ولأدلة أخرى من الكتاب والسنة. وعليه أن يصلي الصلاة في وقتها مع قيامه بالحراسة كما صلى المسلمون مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف وهم مصافون للعدو، والله ولي التوفيق.
مجلة الدعوة/عدد (1015)، الشيخ ابن باز
الحركة في الصلاة
السؤال: مشكلتي أنني كثير الحركة في الصلاة .. وقد سمعت أن هناك حديثًا معناه أن أكثر من ثلاث حركات في الصلاة تبطلها. فما صحة هذا الحديث؛ وما السبيل إلى التخلص من كثرة العبث في الصلاة؟.
الجواب: السنة للمؤمن أن يقبل على صلاته ويخشع فيها بقلبه وبدنه سواء كانت فريضة أو نافلة لقول الله سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ [1] الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: [1]، [2]]، وعليه أن يطمئن فيها، وذلك من أهم أركانها وفرائضها لقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، للذي أساء في صلاته ولم يطمئن فيها: "ارجع فصل فإنك لم تصل" فهل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني، فقال له النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعًا ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا ثم افعل ذلك في صلاتك كلها" [2] وفي رواية لأبي داود قال فيها: "ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله" [3] وهذا الحديث الصحيح يدل على أن [1] أخرجه الحاكم في المستدرك (207) عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- موقوفًا. [2] أخرجه البخاري في الأذان (757)، ومسلم في الصلاة (397). [3] أخرجه أبو داود في الصلاة (859).
اسم الکتاب : الجامع لأحكام الصلاة المؤلف : عادل بن سعد الجزء : 1 صفحة : 286