اسم الکتاب : الجهاد في سبيل الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 62
قال فيها: مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهزمًا [1]، وهو على بغلته الشهباء، فقال رسول الله: ((لقد رأى ابن الأكوع فزعًا))، فلما غشوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل عن البغلة، ثم قبض قبضة من تراب الأرض، ثم استقبل به وجوه القوم فقال: ((شاهت الوجوه)) [2]، فما خلق الله منهم إنسانًا إلا ملأ عينيه تراباً بتلك القبضة، فولّوا مدبرين، فهزمهم الله، وقسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غنائمهم بين المسلمين)) [3]، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا تسع عشرة غزوة قاتل في ثمان منهن [4]، بل ذكر النووي – رحمه الله – وغيره أنه كان عدد سراياه - صلى الله عليه وسلم - التي بعثها ستًّا وخمسين سرية، وسبعًا وعشرين غزوة، وقاتل في تسع من غزواته [5].
وهكذا أصحابه - رضي الله عنهم - ومن بعدهم من أهل العلم والإيمان، فينبغي للمجاهدين أن يقتدوا بنبيهم - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [6]. [1] قال العلماء: قوله: ((منهزمًا)) حال من ابن الأكوع، وليس النبي - صلى الله عليه وسلم -، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 364. [2] شاهت الوجوه: أي قبحت، والله أعلم. انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 365. [3] مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين، برقم 1777. [4] مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب عدد غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم -، برقم 1814. [5] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 12/ 436، وانظر: البداية والنهاية لابن كثير، 3/ 241، و5/ 216 - 217، وزاد المعاد لابن القيم، 3/ 5. [6] سورة الأحزاب، الآية: 21.
اسم الکتاب : الجهاد في سبيل الله تعالى المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 62