responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخلاصة في حكم الاستعانة بالكفار في القتال المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 53
وقال ابن كثير:"نَهَى اللَّهُ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يُوَالُوا الْكَافِرِينَ، وَأَنْ يَتَّخِذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ يُسِرُّون إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ تَوَعَّدَ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} أَيْ: مَنْ يَرْتَكِبُ نَهْيَ اللَّهِ فِي هَذَا فَقَدْ بَرِئَ مِنَ اللَّهِ " (1)
وقال الحافظ ابن حجر:"ويُستَفاد مِن هَذا مَشرُوعِيَّة الهَرَب مِنَ الكُفّار ومِن الظَّلَمَة لأَنَّ الإِقامَة مَعَهُم مِن إِلقاء النَّفس إِلَى التَّهلُكَة، هَذا إِذا لَم يُعِنهُم ولَم يَرضَ بِأَفعالِهِم فَإِن أَعانَ أَو رَضِيَ فَهُو مِنهُم، ويُؤَيِّدهُ أَمره - صلى الله عليه وسلم - بِالإِسراعِ فِي الخُرُوج مِن دِيار ثَمُود." (2)
وسئل الشيخ عبد الله بن عبد الباري الأهدل اليماني (ت 1271هـ):
سؤال: قوم في بلاد الإسلام من المسلمين يدعون أنهم من رعية النصارى، ويرضون بذلك، ويفرحون به، فما تقولون في إيمانهم، ومن الجملة أنهم يتخذون لسفنهم بيارق، وهي تسمىلرايات، مثل رايات النصارى، إعلاماً منهم بأنهم من رعيتهم.
فمما جاء في الجواب:"إن كان القوم المذكورون جهالاً، يعتقدون رفعة دين الإسلام، وعلوه على جميع الأديان، وأن أحكامه أقوم الأحكام، وليس في قلوبهم مع ذلك تعظيم الكفر وأربابه، فهم باقون على أحكام الإسلام، لكنهم فساق مرتكبون لخطب كبير، يجب تعزيرهم عليه، وتأديبهم وتنكيلهم. وإن كانوا علماء بأحكام الإسلام، ومع ذلك صدر عنهم ماذكر فيستتابون، فإن رجعوا عن ذلك، وتابوا إلى الله ـ تعالى ـ، وإلا فهم مارقون، فإن اعتقدوا تعظيم الكفر ارتدوا، وجرى عليهم أحكام المرتدين. وظاهر الآيات والأحاديث عدم إيمان المذكورين، قال ـ تعالى ـ: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ... الآية)،فالآية تقتضي أن الناس قسمان: الذين آمنوا وليهم الله ـ تعالى ـ، أي لا غيره، فليس لهم مولى دون الله ورسوله، (الله مولانا، ولا مولى لكم)،والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت، فلا واسطة، فمن اتخذ الطاغوت ولياً من دون الله، فقد خسر خسراناً مبيناً، وارتكب خطباً جسيماً، فليس إلا ولي الله وولي الطاغوت، فلا شركة بوجه من الوجوه ألبتة، كما تقتضيه الآية. وقال ـ تعالى

(1) - تفسير ابن كثير ت سلامة (2/ 30)
(2) - فتح الباري شرح صحيح البخاري- ط دار المعرفة (13/ 61)
اسم الکتاب : الخلاصة في حكم الاستعانة بالكفار في القتال المؤلف : الشحود، علي بن نايف    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست