يعنيه)) [1].
وقال أبو داود: ((الإسلام يدور على أربعة أحاديث: هذه الثلاثة، وحديث: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [2].
وقيل حديث: ((ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)) [3].
قال العلماء: وسبب عظم موقعه أنه - صلى الله عليه وسلم - نبّه فيه على إصلاح المطعم، والمشرب، والملبس، وغيرها، وأنه ينبغي ترك المشتبهات، فإنه سبب لحماية دينه، وعرضه، وحذّر من مواقعة الشبهات، وأوضح ذلك بضرب المثل: بالحِمَى، ثم بيّن أهمّ الأمور، وهو مراعاة القلب ... فبيّن - صلى الله عليه وسلم - أن بصلاح القلب يصلح باقي الجسد، وبفساده يفسد باقيه.
وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((الحلال بيّن والحرام بيّن)) فمعناه أن الأشياء ثلاثة أقسام:
حلال بيّن واضح، لا يخفى حلّه كالخبز، والعسل ...
وأما الحرام البيّن فكالخمر، والخنزير، والكذب ...
وأما المشتبهات: فمعناه أنها ليست بواضحة الحلّ، ولا الحرمة؛ فلهذا لا [1] موطأ الإمام مالك، 3/ 903، كتاب حسن الخلق، باب ما جاء في حسن الخلق. [2] البخاري، كتاب الإيمان، من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، برقم 13، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من خصال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، برقم 45. [3] سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، برقم 4102، قال النووي: ((رواه ابن ماجه بأسانيد حسنة))، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 11/ 28.