responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشفاعة في الحديث النبوي المؤلف : المحمدي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 62
ومنها ما يرد، ولكن هناك دعوة واحدة يعطيها رب العزة -جل جلاله- لنبييه اكراماً له، ويحق له استخدامها انى شاء، واستجابتها حتمية.
فأن أرادها في الدنيا أو الاخرة يعطيها، ويعضد هذا ما جاء عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عند البخاري مرفوعاً: ((لكل نبي دعوة مستجابة ... )) [1]، أي دعوة واحدة محققة الاجابة وما عداها فهو متروك للمشيئة الالهية، هذا ما ذهب اليه الامام النووي وإبن حجر، يقول النووي: ((أن لكل نبي دعوة متيقنة الاجابة وهو على يقين من اجابتها اما باقي دعواته فهم على طمع من اجابتها وبعضها يجاب وبعضها لا يجاب)) [2].
والمراد بالامة هنا امة الاجابة لا امة الدعوة وسنبينه في موضوع المطرودين من امة محمد - صلى الله عليه وسلم - [3] وقد جاء في حيث عوف بن مالك - رضي الله عنه - مرفوعاً ((إنه أتاني من ربي آتٍ فخيرني بان يدخل نصف امتي الجنة وبين الشفاعة واني اخترت الشفاعة)) [4] وقد اختلف في هذا الآتي من هو؟
فذهب المباركفوري إلى انه ملك أخر غير جبريل [5]. وهذه دعوى تحتاج إلى دليل؟! بل على العكس فان الملك ما دام لم يعرف فان الأمر ينصرف إلى جبريل عليه السلام لأنه أقرب الملائكة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا فانه لم يرد نص صحيح يخبر بتلقي النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي سوى من جبريل -عليه السلام- والأمرهنا كذلك وحيُ.
ويشهد لهذا الرأي حديث أبي ذر - رضي الله عنه - ((أتاني جبريل فبشرني أنه من مات من أمتك ... )) [6] الحديث.
فإدخار النبي - صلى الله عليه وسلم - دعوته لأمته لا على امته ... أدخر دعوته لأمته وكان بمقدوره أن يدعو لنفسه دعوة دنيوية أو آخروية. فيا للهِ ما هذه الرأفة وهذه الشفقة. (7)

[1] اخرجه البخاري (635) وانظر تخريجه برقم (2).
[2] شرح مسلم 3/ 75، وانظر فتح الباري إبن حجر 11/ 116.
[3] انظر تحفة الاحوذي، المباركفوري 7/ 132، وانظر ص104 من هذا البحث.
[4] انظر تخريجه برقم (15).
[5] انظر تحفة الاحوذي 7/ 132.
[6] انظر تخريجه برقم (106).
(7) انظر شرح مسلم 3/ 75، وفتح الباري11/ 116 وتحفة الاحوذي 7/ 132.
اسم الکتاب : الشفاعة في الحديث النبوي المؤلف : المحمدي، عبد القادر    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست