اسم الکتاب : الشفاعة في الحديث النبوي المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 116
وقال الإمام النووي بعد أن نقل المتون:- ((مذهب أهل السنة بأجمعهم: أن أهل الذنوب في مشيئة الله، وان مات موقناً بالشهادتين يدخل الجنة كأن كان تائباً أو سليماً من المعاصي دخل الجنة -برحمة الله- وحرم على النار وأن كان من المخلطين تبضيع ما اوجب الله تعالى عليه أو بعضها أو بفعل المحرمات أو بعضها ومات من غير توبة فهو في خطر المشيئة وهو بصدد ان يمضي عليه الوعيد إلا ان يشاء ان يعفو عنه فان شاء أن يعذبه فمصيره إلى الجنة بالشفاعة)) [1].
وقد ذهبت طائفة من المرجئة إلى ان احداً من الموحدين لا يدخل النار أصلاً وإنما المراد بما جاء من ان النار تسفهم أو تلفحهم، وما جاء في أخراج الموحدين من النار كله محمول على ما يلاقونه من هول وكرب الموقف. وهو قول باطل مردود ((وأقوى ما يرد عليهم ما تقدم في الزكاة من حديث أبي هريرة في قصة مانع الزكاة واللفظ لمسلم:"ما من صاحب ابل لا يؤدي حقها منها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر اوفر ما كانت تطوء باخفانها وتعضه بافواهها في يوم يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يقضي بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ([2]) " .. وهو دال على تعذيب من شاء الله من العصاة بالنار حقيقة زيادة على كرب الموقف)) [3].
((وقيل لوهب بن منبه [4] أليس لا اله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى ولكن ليس مفتاح الاله اسنان، فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك ولا لم يفتح لك)) [5].
ونقل الحافظ ابن حجر عن الزين بن المنير [6] القول: ((اما قول وهب فمراده بالاسنان التزام الطاعة فلا يرد اشكال موافقة الخوارج وغيرهم ان اهل الكبائر لا يدخلون الجنة)) [7]. [1] انظر شرح مسلم1/ 220و2/ 97، وفتح الباري 11/ 325، وتحفة الاحوذي، المباركفوري7/ 394. [2] انظر مظانه في المسند الجامع 17/ (13323). [3] فتح الباري 11/ 325 بتصرف يسير، وانظر مجموع الفتاوي ابن تيمية7/ 644. [4] هو وهب بن منبه بن كامل اليماني، ابو عبد الله البناوي: انظر ترجمته في التقريب7485. [5] هو اثر معلق اخرجه البخاري في الجنائز، باب رقم1،وانظر فتح الباري 3/ 142. [6] انظر ترجمته في ملحق الاعلام. [7] فتح الباري3/ 142.
اسم الکتاب : الشفاعة في الحديث النبوي المؤلف : المحمدي، عبد القادر الجزء : 1 صفحة : 116