اسم الکتاب : الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم المؤلف : الطيار، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 411
ابن ربيعة الثقفي، قال: قدم وفدنا من ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم، فضرب لهم قبة، وأسلموا في النصف من رمضان، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصاموا منه ما ستقبلوا منه، ولم يأمرهم بقضاء ما فاتهم"[1].
وهكذا كانت رسالة المسجد في الصدر الأول من الإسلام، رسالة شاملة تسعى في دأب إلى صنع المسلم المتكامل البناء، صحيح الاعتقاد، نقي السلوك.
قال الدكتور القرضاوي[2]: "فكان المسجد النبوي مدرسة الدعوة الإسلامية الأولى، ودار الدولة الإسلامية الكبرى. تلك المدرسة التي فتحت أبوابها لمختلفي الأجناس من عرب وعجم، ومختلف الألوان من بيض وسود، ومختلفي الطبقات من أغنياء وفقراء، ومختلفي الأسنان من شيوخ وشباب وغلمان".
وفسحت صدرها للمرأة تحضر الجماعة، وتشهد دروس العلم، في عصر كانت المرأة مخلوقاً لا حق له في العلم، ولا في مشاركة الرجل الحياة.
مدرسة تلقن العلم والعمل، وتطهر الروح والبدن، وتبصر بالغاية والوسيلة، وتعرف الحق والواجب، وتعنى بالتربية قبل التعليم، وبالتطبيق قبل النظريات، وبتهذيب النفوس قبل حشو الرؤوس.
فلا غرو أن تخرج من الخلفاء أمثال أبي بكر وعمر وعلي، ومن [1] رواه البيهقي 4/269 كتاب الصيام، باب الرجل يسلم في خلال شهر رمضان، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 2/28: رواه الطبراني في الكبير، وفيه محمد بن إسحق وهو مدلس وقد عنعنه. [2] العبادة في الإسلام: يوسف القرضاوي ص 233.
اسم الکتاب : الصلاة وصف مفصل للصلاة بمقدماتها مقرونة بالدليل من الكتاب والسنة، وبيان لأحكامها وآدابها وشروطها وسننها من التكبير حتى التسليم المؤلف : الطيار، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 411