اسم الکتاب : الغناء والمعازف في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 73
الشبَّابات، والطار، والمعازف، والأوتار فحرام ... )) [1].
قال شيخنا الإمام ابن باز رحمه اللَّه على كلام القرطبي هذا: ((وهذا الذي قاله القرطبي كلام حسن، وبه تجتمع الآثار الواردة في هذا الباب، ومن ذلك ما ثبت في الصحيحين عن عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: ((دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش، وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر - رضي الله عنه -، فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأقبل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((دعهما))، فلما غفل غمزتهما فخرجتا [2]، وفي رواية لمسلم: ((فقال رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا بكر، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)) [3]، وفي رواية له أخرى: فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((دعهما يا أبا بكر، فإنها أيام عيد)) [4]، وفي بعض رواياته أيضاً: ((جاريتان تلعبان بدف)) [5]، فهذا الحديث الجليل يستفاد منه أن كراهة الغناء وإنكاره، وتسميته مزمار الشيطان، أمر معروف مستقر عند الصحابة - رضي الله عنهم -؛ ولهذا أنكر الصديق على عائشة غناء الجاريتين عندها، وسمّاه مزمار الشيطان، ولم ينكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك التسمية، ولم يقل له: إن الغناء والدف [1] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، 14/ 57. [2] البخاري، كتاب الجمعة، باب الحراب والدرق يوم العيد، برقم 950، ومسلم، كتاب صلاة العيدين، باب الرخصة في اللعب الذي لا معصية فيه في أيام العيد، برقم 892. [3] البخاري، برقم 952، ومسلم، برقم 892، وتقدم تخريجه. [4] البخاري، برقم 988، ومسلم، برقم 892، وتقدم تخريجه. [5] مسلم، برقم 992، وتقدم تخريجه.
اسم الکتاب : الغناء والمعازف في ضوء الكتاب والسنة وآثار الصحابة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 73