اسم الکتاب : المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها المؤلف : العفيفي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 113
هل تَخِمشن إبلي علىّ وجهها ... أم تعصبنَّ رؤوسها بسلاب
ولهن في هذه المواطن المِسح - وجمعه مسموح - وفيه وفي السُّلُب - جمع سلاب - يقول لبيد:
يَخْمُشْنَ حُرّ أوجه صحاح ... في السُّلُب السود وفي الأمساح
وأما ما تحتذيه فالْخُفُّ - وهو ما طال من الأحذية - والقَفش، أو الكَوْث وهو القصير المكشوف منها. والجورب - وهو شعار القدمين - والقفاز ويتخذ للقدمين واليدين معا، وهو أدق نسجا، وأنضر لونا من الجورب، ولذلك شبهوا به الحناء في اليدين والقدمين فقالوا: تقفزت الفتاة إذا خضبت بالحناء.
حليها
بلاد العرب محفوظة الجنبات بمغاوص اللؤلؤ والمرجان. وهي فوق ذلك مستورَدة للذهب والفضة والزُّمُرُّد والزَّبَرجد والعقيق والياقوت وأشباهها مما يهبط به التجار من مختلف الأقطار ليبيعوه بلؤلؤ العرب ومرجانهم. فليس بعد ذلك أن يتخذ النساء تلك الجواهر معقد زينتهن، ومُجْتَلَب الأبصار إليهن، فلم يتجاف عنها، إلا واحدة من اثنتين: امرأة عنيت بفرط جمالها، وبديع محاسنها، فهي تتركها ثقة بذلك الجمال، واستهانة بأمر الحلي، وتلك التي يدعونها العاطِل، وأخرى امرأة نكبها الدهر، واستلبت منها عزيزاً عليها، فهي تطرحها كراهية للزينة، وإيذاناً بالحِدَاد، وهي التي يسمونها الَمرهاء فأما مَن سواهن فهن جميعاً حاليات.
تقلد الصبية العربية صنوفاً من الحِلي منذ بدء عهدها وأول نشأتها. وذلك حيث يقول الله جل ذكره حاكياً قول جهلة المشركين الذين إذا بُشَّر أَحدُهم بالأْنْثَى ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وهو كَظيمٌ: أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ في الْحِلْيَةِ وهو في الخِصامِ غَيرُ مُبِينٍ فجعلوا التنشئة في الحلية شعار الإناث، وموطن الكناية عنهن.
اسم الکتاب : المرأة العربية في جاهليتها وإسلامها المؤلف : العفيفي، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 113