اسم الکتاب : المرأة بين الفقه والقانون المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 215
مستشفى التحليل النفسي، ولما كان الكثيرون يعتقدون أن في افضاء المريض الى الطبيب عاراً وعيباً، فانه كثيراً ما يحاول أهل المريض السكوت وإخفاء الحادثة غافلين ان هذا المحاول اذا عاد مرة ثانية فانه سيعود وقد هيأ أسبابا "دون أن يشعروا" أشد فتكا وفيها الجدارة أن تقضي عليه. والمحلل النفسي هو وحدة الانسان الذي يمكنه أن يقرر وضع المريض واحتمال عودته ثانية الى المحاولة وان يحدد الوسائل التي يجب استعمالها من أجل تلافي ذلك.
الدكتور Ringel بدأ موضوعه بأعداد مفزعة .. ان اعداد محاولات الانتحار التي لم نتجح "والتي أنقذت" والتي أتى بها الى قسم التحليل النفسي في المستشفى الذي يعمل به ازدادت من عام 1948 الى عام 1956 من 650 حادثة الى 1040 حادثة سنويا ومن عام 1956 الى الآن حافظ العدد تقريباً على ثباته وهو 1040 حادثة كل عام، ففي هذه الأشهر الاحدى عشر الأخيرة من هذا العام بلغ العدد 953 وهذا يتفق مع النسبة السابقة.
وقد لوحظ أن النساء أكثر محاولة من الرجال، ففي عام 1948 كان عدد المحاولات من النساء 381 وهذا يوافق 85,61% من المجموع وفي عام 1956 كان العدد 590 أي بنسبة 56,73% وفي عام 1959 كانت النسبة 55,92%.
كما لوحظ أن نسبة المحاولات في الفتيان والفتيات الذي تتراوح أعمارهم بين 14 عاما و20 عاما ترتفع باستمرار، فعند الفتيان كانت النسبة في عام 1948، 6,5% وفي عام 1956 6,53% وفي عام 1959 6,82%.
وأما عند الفتيات فالتصاعد مخيف ففي عام 1948 حاولت 50 فتاة الانتحار وهذا يشكل نسبة 7,69% من مجموع محاولات الانتحار في ذاك العام وفي عام 1956 حاولت 89 فتاة الانتحار وهذا يشكل نسبة 8,55% وفي عام 1959 حاولت 150 فتاة الانتحار وهذا يعني نسبة 14,20%.
وهذا يعني أن في كل تسعة أيام توجد ست محاولات انتحار، أربع منها من جانب الفتيات واثنتان من جانب الفتيان. يعرف الانسان في هذه الأيام أن محاولة الانتحار في كثير من الاحيان هي عملية رد فعل لوضع آني معين، والدافع ان كان خيبة حب أو سبباً آخر هو في كثير من الأحيان قابل للتفسير وللايضاح، ولكن الذي يجب أن يعرفه الانسان بالاضافة لذلك أن محاولة الانتحار هي غالباً ما تكون نتيجة تطور مريض تبدأ جذوره في الطفولة فاليأس
اسم الکتاب : المرأة بين الفقه والقانون المؤلف : السباعي، مصطفى الجزء : 1 صفحة : 215