اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 89
ملحق حول اغتصاب النساء
نبحث في هذا الفصل ما يتعرض له بعض النساء من الاغتصاب في هذه الثورات وغيرها ..
إنَّ عملية الاغتصاب أسوأ عمليةٍ تتعرض لها النساء في حياتهنَّ، فما أعظم من أن يُعتَدى على شرف الواحدة منهنَّ، ويخدش حياؤها ..
بل إن عملية الإكراه إهانة ما بعدها إهانة فضلاً عن ذلك!!
إن هذا الاغتصاب يهزُّ مشاعر الدنيا، وقد يبقى أثره حتى نهاية حياتها ..
وأيُّ انحطاط عند هذا المغتصب!! وخاصَّةً وهو يمثِّل الدولة، كرجال الأمن ...
وعقاب هؤلاء في شريعة الله عز وجل في قوله:
{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
وإذا كان الزنا حراماً، وسماه الله فاحشةً فكيف إذا كان يتمُّ في حالة الاغتصاب؟!! ومن رجال الدولة!! ... فيكون أشدّ وأعظم ..
والذي نريد توضيحه: أن الشرف والعرض مسائلُ شرعية، ومنسجمة مع الفطرة، قد اعتبرها الشارع الحكيم، وسرى هذا الاعتبار في مشاعرنا وتصورنا، بل وعقيدتنا، فالشرف عندنا والغيرة نابعتان من ديننا منسجمتان مع فطرتنا، فلو أنَّ الدِّين مثلاً لم يعتبر هذا شرفاً ما اعتبرناه ..
فإن اغتصبت فتاة لا قدَّر الله تعالى، فإنَّ شرف هذه الفتاةِ لا زال كما كان ..
بل ازدادت ثواباً من الله تعالى لصبرها على هذه المصيبة ..
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 89