اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 56
إيراد:
سياق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسمع وتطيع للأمير، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك، فاسمع وأطع» ..
لا يساعد على تنزيله على قواعد الشريعة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس».
ووجه كونه لا ينزل على قواعد الشريعة: أن هؤلاء الأئمة يصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنهم لا يهتدون بهديه.
فإن نزَّلناه على قواعد الشريعة، وأُخِذَ المال بالحقِّ، وضُرِبَ الظهر بالحقِّ، لم يبقَ معنىً لقوله: «لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي»!! ..
وهنا تكمن فائدة الحديث .. وذلك بتنزيله على قواعد الشريعة ..
وبيان ذلك:
أي ادفع لهم المال إذا طلبوه بحق، وأطعهم إذا ضربوك بحق، مثل: إقامة الحد ولا يمنعنك فسقهم من أن تؤدي إليهم المال بحقٍّ، ولا يمنعنك فسقهم من أن تمتنع من إقامة الحد إذا ثبت عليك بحقٍّ.
ففائدة الحديث إنشاء حكم دفع المال المتوجب بحقٍّ للإمام الفاسق، وكذلك إقامة الحد، قال الفقهاء: يجوز دفع الزكاة للإمام الغير عادل، وليس الحديث يجوِّز أخذ الحاكم المال بغير حقٍّ، أو ضرب الناس بغير حقٍّ، وهذا باتفاق الفقهاء، فلا أحد من الفقهاء جوَّز أخذ المال بغير حقٍّ، أو ضرب الناس بغير حقٍّ ..
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 56