اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 35
شرع الله هذه العقوبة وأمر بها وهي القتل، وقطع الأيدي، والأرجل، وكلها مفاسد من أجل تحقيق مصلحة أكبر وأعظم من تلك المفسدة، والمصلحة تحقيق أمن الناس وحفظ أموالهم ونفوسهم وأجسادهم.
مثال آخر:
أمر الله تعالى بقطع يد السارق وقطع يد السارق مفسدة أمر بها من أجل تحقيق مصلحة أكبر وأعظم منها، وهي حفظ أموال الناس وأمنهم.
فالحفاظ على أمن ملايين البشر، وعلى نفوسهم وأموالهم وأعراضهم أكبر وأعظم بكثير من إتلاف عضو خائن وهو يقام عليه الحد ..
وكذلك شرع الله الجهاد وفيه مفاسد من أجل تحقيق مصلحة الدفاع عن أرض المسلمين، وجهاد كل من يقف في وجه الإسلام ليمنع دعوته، فهذه المصالح أكبر وأعظم من المفاسد التي تحصل في الجهاد.
وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» [1].
فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من الأمة أن تقول كلمة حق عند سلطان جائر، وفيه مفسدة القتل وغيرها.
طلب النبي صلى الله عليه وسلم هذا من أجل تحقيق مصلحة أكبر وأعظم من تلك المفسدة!!
والمصلحة تقويم اعوجاج وظلم وطغيان الحاكم، فلا يترك الحاكم يفعل ما يشاء بما شاء وكيفما شاء!!
وإنما هناك مراقبة من الأمة، فإذا ما وجدت الأمة ظلماً من الحاكم هبَّت لتقول له كلمة حقٍّ تمنعه من الظلم. [1] حديث حسن: أخرجه الإمام أحمد 5/ 251، وأبو داود 4/ 124، والنسائي 7/ 161، وابن ماجه 2/ 1330.
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع الجزء : 1 صفحة : 35