responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 14
وأيُّ قيمةٍ لأمَّةٍ ليس عندها الشَّجاعة لأن تقول كلمة حقٍّ ترفع الظلم عنها .. فالله جعل اللوم والمؤاخذة على فرعون وقومه ومؤاخذة فرعون لأنه ظلم وفسق قوم فرعون أنهم قبلوا الظلم
وأي أمة تقبل الظلم ولا تعبر عن رفضها للظلم - ولو بالحد الأدنى من الرفض وهو بالكلام – هي أمة حكم الله عليها بأنها أمة فاسقة.
وبطش فرعون لم يكن عذراً لأن يرفع الله المؤاخذة عن قومه.
ولو أن الأمة واجهت فرعون في بداية ظلمه وهبت لتقول له كلمة حق لما وصل إلى ما وصل إليه وكذلك في عصرنا لو هبت الأمة لتقول للحاكم الظالم كلمة حق في بداية ظلمه لما وجدنا هؤلاء الفراعنة.
ولكن سكوت الأمة عن الحاكم يشق الطريق للحاكم ليظلم ويزداد ظلماً وطغياناً.
فكيف إذا كان هذا الحاكم يُمدَحُ ويُمجَّدُ فإنه يجد الطريق أمامه مفروشاً بالورود. إنه لضلال ما بعده ضلال وخزي ما بعده خزي وذِلَّة ما بعدها ذِلة.
وصدق الله إذ يقول: {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}. وقال رسول الله لأمته حتى لا تقع في الظلم والهوان والذلة من قبل الحكام الظالمين وكي لا ينطبق عليها قوله تعالى {إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ}، قال: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» [1].
أي: قولوا للحاكم كلمة حق، فهي من أفضل الجهاد في سبيل الله تعالى ..
فجهاد الحاكم الظالم بالكلام أصل وضعته الشريعة .. والأمة مطالبة بهذا شرعاً ..
والأمة إما أن تقوم بهذا الواجب وتعيش عزة الدنيا والآخرة، وإما أن تتقاعس فتعيش ذل الدنيا وتكون عند الله تعالى من الفاسقين!!
والفسق شرعاً: الخروج عن الطريق المستقيم الذي شرعه الله تعالى، ومن الطريق المستقيم قول كلمة الحق للحاكم الظالم، فإن تقاعست الأمة عن قول

[1] حديث حسن: أخرجه الإمام أحمد 5/ 251، وأبو داود 4/ 124، والنسائي 7/ 161، وابن ماجه 2/ 1330.
اسم الکتاب : المظاهرات السلمية المؤلف : الأزهري، أبو شجاع    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست