اسم الکتاب : النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 37
الجسد، والقرآن تَحْيا به القلوب والأرواح، وتحيا به مصالح الدنيا والدين؛ لِمَا فيه من الخير الكثير والعلم الغزير، وما كان محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل نزول القرآن يدري ما شرائع الإيمان ومعالمه على التفصيل الذي شرع له في القرآن، ولكن جعل الله القرآن نوراً يرشد به، ويهدي من يشاء من عباده، فيستضيئون بهذا القرآن في ظلمات الكفر، والشبهات، والضلال، والبدع، والشرك، والشهوات، والأهواء المردية، ويعرفون به الحقائق، ويهتدون به إلى الصراط المستقيم [1]، كقوله - عز وجل -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ
لِّلْمُؤْمِنِينَ} [2].
فهذا القرآن يعظ عن الأعمال الموجبة لسخط الله المقتضية لعقابه، ويحذر عنها ببيان آثارها ومفاسدها، وهو شفاء لِمَا في الصدور من أمراض الشهوات الصادرة عن [عدم] [3] الانقياد للشرع، وأمراض الشبهات القادحة في العلم اليقيني؛ فإن ما فيه من المواعظ والترغيب والترهيب، والوعد والوعيد مما يوجب للعبد الرغبة في الخير، والرهبة عن الشر [4]، وكقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ [1] انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 21/ 599 - 561، والجامع لأحكام القرآن، للقرطبي، 16/ 53 - 59، وتفسير البغوي، 4/ 132، وتفسير القرآن العظيم، لابن كثير،
4/ 124، واجتماع الجيوش الإسلامية، لابن القيم، 2/ 87 - 88، والضوء المنير على التفسير، من كتب ابن القيم، جمع: علي الصالحي، 5/ 323. [2] سورة يونس، الآية: 57. [3] زيادة يقتضيها السياق، أو الصادرة عن الانقياد للشرع. [4] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، للسعدي، ص323.
اسم الکتاب : النور والظلمات في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 37