ونوقش من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: بأن هذا حكاية قول إبليس [1]، وهو ليس إلا قوله: ... {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} [الأعراف: 12].
وأجيب: بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك ولم ينكره [2].
الوجه الثاني: أنه إخبار عن السجود الواجب [3].
الوجه الثالث: أنه لو سلم بأنه أمر، فقد ورد ما يصرفه عن الوجوب، وهو ما يأتي في أدلة القول الثالث.
ثالثًا: من أقوال الصحابة:
1 - ما صح عن عثمان رضي الله عنه أنه قال: «إنما السجدة على من استمعها» [4].
2 - ما روي عن ابن عباس؛ أنه قال: «إنما السجدة على من جلس لها» [5].
3 - وعن ابن عمر؛ أنه قال: «إنما السجدة على من سمعها» [6].
قالوا: و «على» كلمة إيجاب؛ فدل على وجوب السجود [7].
ونوقش: الاستدلال من أوجه: [1] البناية (2/ 719). [2] البناية (2/ 719). [3] المسائل الفقهية من تفسير القرطبي (1/ 214). [4] أخرجها البخاري معلقا بصيغة الجزم، في أبواب سجود القرآن، وسننها باب من رأى أن الله تعالى لم يوجب السجود (2/ 33).
وقد وصله ابن أبي شيبة، كما في المصنف، كتاب الصلوات، باب من قال: السجدة على من جلس لها، ومن سمعها (2/ 5) وعبد الرزاق في المصنف، في كتاب فضائل القرآن، باب السجدة على من استمعها، وسعيد بن منصور كما في التعليق، (2/ 412) من طريق قتادة عن سعيد بن المسيب، وقد صححها الحافظ كما في الفتح (2/ 558). [5] أخرجه ابن أبي شيبة، وعبد الرزاق في الموضع السابق. [6] أخرجه ابن أبي شيبة في الكتاب، والباب السابق. [7] المبسوط (2/ 4) البناية (2/ 717).