اسم الکتاب : صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية المؤلف : الشهري، عقيل بن سالم الجزء : 1 صفحة : 26
المسألة الثانية عشرة
هل يشرع تكرار صلاة الاستخارة؟
اختلف أهل العلم في هذه المسألة على قولين:
القول الأول: أنه لا يشرع تكرار صلاة الاستخارة، واستدلوا بما يلي:
1 - أن الذي ورد في السنة هو تحديدها بركعتين، كما هو نص الحديث، وعليه فلا يجوز تكرارها.
2 - أن المؤمن مطلوب منه أن يؤدي صلاة الاستخارة ولا ينتظر شيئًا آخر، وإنما يمضي لفعله، وما يقدره الله بعد ذلك فهو خيرته لعبده، فلا حاجة لتكراره الاستخارة.
القول الثاني: لا بأس بتكرار الاستخارة، واستدلوا بما يلي:
1 - بما رواه مسلم عن ابن الزبير قوله في قصة هدم الكعبة: «إني مستخير ربي ثلاثًا» [1] وهو فعل صحابي وفي محفل من الصحابة ولم يعارض.
2 - ما رواه عبد الرزاق في مصنفه: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن؛ فاستشار أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؛ فأشاروا عليه أن يكتبها؛ فطفق يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له فقال: إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكبوا عليها، وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشيء أبدًا [2].
3 - روى ابن السني عن أنس مرفوعًا: «إذا هممت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه» [3]. [1] رواه مسلم (1333). [2] المصنف 11/ 257. [3] أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة (551)، ولكنه لا يصح، قال الحافظ في الفتح (18/ 171): ولو صح لكان المعتمد لكن إسناده واه جدًا.
اسم الکتاب : صلاة الاستخارة مسائل فقهية وفوائد تربوية المؤلف : الشهري، عقيل بن سالم الجزء : 1 صفحة : 26