فاستقبله قائمًا فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا، فتبسم النبي - صلى الله عليه وسلم -، [وفي لفظ فضحك] قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه ثم قال: ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام [1]، والجبال، والظِّراب [2] وبطون الأودية، ومنابت الشجر)) قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس)) [3].
النوع الثالث: الدعاء عقب الصلوات وفي الخلوات، ولا نزاع في جواز الاستسقاء بالدعاء بلا صلاة)) [4]. [1] الآكام: جمع أكمة: وهي دون الجبال، وقال الخليل: الأكمة: هي تلٌّ، المفهم للقرطبي، 2/ 544. [2] الظراب: الروابي، واحدتها ظرب، قال الخليل: الأكمة أعلى من الرابية، المفهم للقرطبي، 2/ 544،والظراب: صغار الجبال والتلال، جامع الأصول لابن الأثير، 6/ 203. [3] متفق عليه: البخاري، كتاب الجمعة، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة، برقم 933، وكتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في المسجد الجامع، برقم 1013، وباب الدعاء إذا كثر المطر: حوالينا ولا علينا، برقم 1021، وكتاب الأدب، باب التبسم والضحك، برقم 6093، ومسلم، كتاب الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء، برقم 897. [4] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 439، والإنصاف مع الشرح الكبير،
5/ 436،والمغني لابن قدامة، 3/ 348، والإحكام شرح أصول الأحكام 8/ 505.