في مكان يتخذه مصلى، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر معه، فلم يجلس حتى قال: ((أين تحبُّ أن أصلّيَ من بيتك؟)) فأشار إليه إلى المكان الذي يحب، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكبَّرَ وصفَفْنا وراءه، فصلى ركعتين ثم سلَّم، وسلَّمنا حين سلَّم ... وفي آخر الحديث: (( ... فإن الله قد حرَّم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)) [1].
وفي هذه الأحاديث جواز النافلة جماعة في غير التراويح في رمضان، ولكن لا يتخذ ذلك سنة دائمة وإنما في بعض الأحيان؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان أكثر تطوعه منفرداً [2].
ثامناً: أقسام صلاة التطوع:
صلاة التطوع أقسام، منها السنن الرواتب الدائمة، والوتر، وصلاة الضحى، ومنها ما تُسن له الجماعة، [1] متفق عليه: البخاري، كتاب التهجد، باب صلاة النوافل جماعة، برقم 1186، ومسلم، كتاب المساجد، باب الرخصة في التخلف عن الجماعة لعذر، برقم 33. [2] انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 5/ 168، ونيل الأوطار للشوكاني،
2/ 275، والمغني لابن قدامة، 2/ 567، والشرح الممتع لابن عثيمين، 4/ 83.