أولاً: مفهوم الكسوف، والخسوف:
الكسوف لغة: التغير إلى سواد، يقال: كسفت حاله إذا تغيرت، وكسف وجهه إذا تغير، وكسفت الشمس: اسودَّت، وذهب شعاعها [1]. والخسوف لغة: النقصان، يقال: خسف المكان يخسف خسوفًا، إذا ذهب في الأرض، ويقال: عينٌ خاسفة: إذا غابت حدقتها، منقول من خسف القمر، وبئر مخسوفة: إذا غاب ماؤها ونزف، منقول من خسف الله القمر، وتُصوِّرَ من خسف القمر مهانة تلحقه فاستعير الخسف للذل، فقيل: تحمل فلان خسفًا [2].
فكسوف الشمس والقمر وخسوفهما: تغيرهما ونقصان ضوئهما فهما بمعنى واحد وكلاهما صحت به الأحاديث، وجاء القرآن بلفظ الخسوف للقمر [3]. [1] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي، 2/ 549، والإعلام بفوائد عمدة الأحكام، لابن الملقن، 4/ 264، وفتح الباري لابن حجر، 2/ 526. [2] انظر: الإعلام بفوائد عمدة الأحكام، 4/ 264، والمفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 2/ 549، ومفردات ألفاظ القرآن للأصفهاني، ص282. [3] المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم،2/ 549،والمغني لابن قدامة، 5/ 321.