نفعهم وصلاحهم في معاشهم ومعادهم، فجلس للطلاب وتولى الخطابة وقام بالحسبة، وسطر النصائح والمواعظ للعامة والخاصة، ثم اتجهت همته إلى التأليف والتصنيف؛ إيضاحا للحق وبيانا للسنة وردا للباطل ودفاعا عن الملة، وقد أمضى في ذلك جُلّ وقته وعامة عمره، فكان حصيلة ذلك نتاجا علميا ربى على الستين مؤلفا؛ طبع عامتها في حياته، ونسأل الله أن ييسر ظهور الجميع في تمام.
ومما خطَّه يراعه وسطره قلمه -رحمه الله- هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وهو كتاب عظيم النفع جليل القدر، لم يتسن له -رحمه الله- إكماله، ولعل انشغاله بغيره مما رأى أهمية تقديمه صرف النظر عن إكماله في وقته.
وحيث لم يكمله -رحمه الله- لم يُسمِّه، فسميناه بأول وصفٍ وصَفَ به الكتاب في مقدمته [1].
والكتاب مسوَّدةٌ كثير الحواشي، واللَّحق، والإحالات، والتقديم والتأخير.
والموجود منه يقع في ثلاثمائة وثلاثين صفحة من الورق المسطر؛ قياس الصفحة 29سم طولا، و21سم عرضا [2].
والكتاب من أوائل مؤلفاته -رحمه الله- إن لم يكن هو أولها، ولعل تصنيفه كان بين عام 1375 - 1380هـ وذلك لأمور: [1] قال في مقدمة الكتاب: أما بعد: فهذا كتاب في بيان غربة الإسلام الحقيقي وأهله في هذه الأزمان. فسميناه (غربة الإسلام). [2] يسمى عند العامة بالورق الحجازي أو الفرخ؛ والفرخ كما جاء في المعجم الوسيط (679): صحيفة تطوى لِفْقَيْن في حجم محدود. وهي مُحدثة.