اللفظ بتمامه حتى أخذ منه: "خلَّ خالي" وأخذ شرفه من شرائف الخلخال، ودل على شرف أمه إذ هي شقيقة خاله، وحكم عليه بأنه ليس بشريف إذ شرفات الخال الدالة على الشرف اشتقاقًا هي في أمر خارج عن ذاته، واستدل على أن لسان خاله لسان رديء يتكلم في عرضه بالألم الذي حصل له بخشونة الخلخال مرة بعد مرة فهي خشونة لسان خاله في حقه، واستدل على أخذ خاله ما في يديه بتأذيه به، وبأخذه من يديه في النوم بخشونته، واستدل بإمساك الأجنبي للخلخال ومجاذبة الرائي عليه على وقوع الخال في يد ظالم متعد يطلب منه ما ليس له، واستدل بصياحه على المجاذب له وقوله: "خلَّ خالي" على أنه يعين خاله على ظالمه ويشد منه، واستدل على قهره لذلك المجاذب له وأنه القاهر يده عليه على أن اسمه عبد القاهر، وهذه كانت حال شيخنا هذا ورسوخه في علم التعبير وسمعت عليه عدة أجزاء ولم يتفق لي قراءة هذا العلم عليه لصغر السن واخترام المنية له رحمه الله تعالى. انتهى.
فصل
ومن القصص العجيبة في التعبير ما ذكره القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في أثناء شرحه لأبواب الأدب من جامع الترمذي. فقد ذكر في الكلام على الأحاديث التي رواها الترمذي في امتناع الملائكة من دخول البيت الذي فيه صورة، أنه كان بمصر معبر للالكيُّ [1] وكانت أم الملك إذا ركبت من مدينتها إلى بركة الحبش للفرجة تمرّ به في خدمها وحشمها فلما حاذوه قالت الجارية لمولاتها: هذا هو المعبّر فنسأله، قالت لها: نعم، فقالت له وقد وقفن عليه: إن الملكة كانت ترى في المنام أنها تطأ بلالكتها على الكرسي، فقال لها: هات اللالكة من رجلك فرمت بها وظنت أنه يريد صفعها بها لعظيم قولها فأخذها وجعل يفصل باطنها من ظاهرها بالمقذة ويخرج حشوها فإذا في الحشو [1] قال ابن الأثر في "اللباب، في تهذيب الأنساب" ومرتضى الحسيني في "تاج العروس" اللالكائي منسوب إلى بيع اللوالك التي تلبس في الأرجل.