هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفس محمد بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله». وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما مثله. رواهما الإمام أحمد والبخاري ومسلم، وروى الإمام أحمد ومسلم أيضًا وأهل السنن عن ثوبان رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض» والمراد بهما كنز كسرى وقيصر. وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى» رواه البخاري. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «لتفتحن عصابة من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى الذي في الأبيض» رواه الإمام أحمد ومسلم، وبالجمع بين هذه الأحاديث وبين حديثي عقبة بن عامر وأبي هريرة رضي الله عنهما يتبين أن خزائن الأرض غير كنوز الملك، والله أعلم.
وقد حصل للعرب وغيرهم من الدول الذين ظهرت عندهم خزائن الأرض في زماننا من الثروة العظيمة ما لم يحصل مثله للذين فتحت عليهم خزائن الملوك وكنوزهم في أول الإسلام وبهذا ظهر مصداق قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض أو مفاتيح الأرض».
ومن الرؤيا التي رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأوّلها بعض الصحابة رضي الله عنهم ما جاء في حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط [1] برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر»، قال جابر: فلما قمنا من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأما ما ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من نوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه - صلى الله عليه وسلم -، رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن حبان في صحيحه والحاكم في "المستدرك" والبيهقي في "دلائل النبوة" وصححه الذهبي في "تلخيص المستدرك".
ومن الرؤيا التي رآها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يئولها وأوَّلها الصحابي بالخلافة [1] قوله: نيط معناه علق، قاله الخطابي.