اسم الکتاب : مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 190
المكية، وطائفة من السور المدنية حالهم، فإنها تشمل على خطابهم، وضرب الأمثال والمقاييس لهم، وذكر قصصهم، وقصص الأنبياء وأتباعهم معهم، ولهذا قال تعالى: {وَلَقَدْ مَكَّنَّاهُمْ فِيمَا إِنْ مَكَّنَّاكُمْ فِيهِ} [1] الآية، فأخبر بما مكنوا فيه من أصناف الإدراكات والحركات، وأن ذلك لم يغن عنهم حيث جحدوا بالرسالة، ولهذا حدثني ابن الخضيري عن أبيه شيخ الحنفية في زمنه قال: كان فقهاء بخارى يقولون في ابن سينا: كان كافرا ذكيا، وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً} [2] الآية؛ والقوة تعم قوة الإدراك النظرية، وقوة الحركة العملية، وفي الآية الأخرى {كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ} [3]، فأخبر بفضلهم في الكم والكيف، وقال عن أتباع هؤلاء الأئمة من أهل الملك والعلم المخالفين للرسل: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} الآيات وقال: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} الآيات. ومثل هذا في القرآن كثير.
وذكر ما في المنتسبين إلى أتباع الرسل من العلماء، والعباد، والملوك، من النفاق والضلال في مثل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ} [4] الآيات، وقوله: {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يستعمل لازما ومتعديا، والوصفان يجتمعان فيهم، وقوله: {أَلَمْ تَرَ [1] سورة الأحقاف آية: 26. [2] سورة غافر آية: 21. [3] سورة الروم آية: 9. [4] سورة التوبة آية: 34.
اسم الکتاب : مسائل لخصها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من كلام بن تيمية المؤلف : محمد بن عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 190