اسم الکتاب : مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 406
[2] - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - طاف في حجه وعمرته بين الصفا والمروة سبعاً، وقد دلَّ على أن ذلك لا بد منه دليلان:
الدليل الأول: أن سعي النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الصفا والمروة بيان لما أجمل في قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ}، وقد تقرر في الأصول أن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان لبيان نص مجمل من كتاب اللَّه أن ذلك الفعل يكون لازماً، والدليل على أن فعله بياناً للآية هو قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نبدأ بما بدأ اللَّه به)) [1]. يعني الصفا؛ لأن اللَّه بدأ به في قوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} الآية. وفي رواية: ((أبدأ)) [2]، بهمزة المتكلم، وفي رواية عند النسائي: ((ابدأوا بما
بدأ اللَّه به)) [3] بصيغة الأمر.
الدليل الثاني: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتأخذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه)) [4].
ولفظ البيهقي: ((خذوا عني مناسككم لعلي لا أراكم بعد عامي هذا)) [5]. [1] النسائي، المناسك، باب القول بعد ركعتي الطواف، من حديث جابر، برقم 2961، وصححه الألباني في صحيح النسائي، برقم 2961، 2/ 330. [2] مسلم، برقم 1218، وتقدم تخريجه. [3] الدارقطني، 2/ 254، وقال النووي في شرح صحيح مسلم، 8/ 427: ((وفي رواية النسائي في هذا الحديث بإسناد صحيح، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ابدأوا بما بدأ اللَّه به)) هكذا بصيغة الجمع)) ولم أجد هذا اللفظ في سنن النسائي الصغرى، ولا في الكبرى، إلا أن المحقق لسنن النسائي الكبرى أشار في الهامش إلى أنها في نسخة (ت) من النسخ التي رجع إليها، سنن النسائي الكبرى، بتحقيق عبد المنعم شلبي، 4/ 142، ولكن العلامة الألباني ذكر أن هذا اللفظ شاذ. انظر: إرواء الغليل، 4/ 318. [4] مسلم، برقم 1218 وتقدم تخريجه. [5] سنن البيهقي الكبرى، 5/ 125.
اسم الکتاب : مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 406