اسم الکتاب : مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 390
المبحث السادس والعشرون: السعي بين الصفا والمروة
أولاً: مفهوم الصفا والمروة: لغة، واصطلاحاً:
الصفا لغة: جمع صفاة، وهو الحجر العريض الأملس، أو الحجارة العريضة الملساء، أو العريض من الحجارة الملس [1].
والصفا شرعاً: مكان مرتفع في أصل جبل أبي قبيس من شعائر اللَّه، يتم السعي منه إلى المروة [2]، وهو في جهة البيت الجنوبية الشرقية [3]، جعله اللَّه تعالى من أعلام دينه الظاهرة، كما قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللَّهِ} [4]. وقد تعبَّد اللَّه تعالى عباده بهذه الشعيرة، وأمر بتعظيمه؛ لأنه من شعائر اللَّه: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب} [5][6]. [1] لسان العرب، لابن منظور، 14/ 464، ومعجم البلدان، لياقوت الحموي، 3/ 411. [2] انظر: القاموس الفقهي لغة واصطلاحاً، لسعدي أبو جيب، (ص 214)، ومعجم لغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص 245. [3] قال الحموي في معجم البلدان، 3/ 411: ((الصفا مكان مرتفع من جبل أبي قُبيس، بينه وبين المسجد الحرام عرض الوادي الذي هو طريق وسوق، ومن وقف على الصفا كان بحذاء الحجر الأسود))، قلت: وهذا في عهد الحموي رحمه اللَّه، وأما الآن فلم يبق للوادي أثر، بل أرض مبلّطة من البيت إلى الصفا. وقال الحجاوي في الإقناع،2/ 13: (( ... الصفا ... وهو طرف جبل أبي قبيس)). [4] سورة البقرة، الآية: 158. [5] سورة الحج، الآية: 32. [6] قال الأستاذ الدكتور عبد الملك بن عبد اللَّه بن دهيش في بحثه الموسوم بـ ((الصفا والمروة: تاريخها، ومقترحات لتوسعة عرض المسعى، (ص5): (( ... الصفا ... جبل صغير يبدأ منه السعي، وهو في الجهة الجنوبية مائلاً إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة المشرفة، والمراد به هنا: مكان عالٍ في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد قريب من باب الصفا، وهو الآن شبيه بالمصلَّى طوله ستة أمتار، وعرضه ثلاثة، وارتفاعه نحو مترين)).
اسم الکتاب : مناسك الحج والعمرة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة المؤلف : القحطاني، سعيد بن وهف الجزء : 1 صفحة : 390