اسم الکتاب : السواك وسنن الفطرة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 12
كيفية التسوك
يستدل العلماء ببعض الأحاديث على كيفية الاستياك، وهو حديث: (استاكوا عرضاً، وادهنوا غباً، واكتحلوا وتراً).
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: هذا الحديث غير معروف.
وقال الإمام أبو عمرو بن الصلاح: بحثت عنه فلم أجد له أصلاً -يعني: سنداً- ولا ذكراً في شيء من كتب الحديث.
ومع هذا فإن هذا الحديث مع ضعفه يرشد إلى طريقة معينة في استعمال السواك توافق ما يرشد إليه أطباء الأسنان، وهو أن الاستياك يكون عرضاً، أي: إلى أعلى وإلى أسفل، ومعنى: (عرضاً)، أي: العرض بالنسبة للفم، وليس العرض بالنسبة للأسنان.
والاستياك يكون على أسنانه ولثته، واللثة: هي ما حول الأسنان من اللحم.
وقال بعضهم: إن اللثة هي اللحم الذي تنبت فيه الأسنان، فأما اللحم الذي يتخلل الأسنان فهو عمر، جمعه عمور، يقول الشاعر: زال الشباب وأخلف العمرُ وتغير الإخوان والدهرُ يعني: سقطت أسنانه وظهر العمر.
واستعمال السواك بهذه الطريقة لا يعرض اللثة إلى الإدماء، أي: لا يحصل نزيف دم، بعكس ما إذا استاك بغير تلك الصفة، حيث أنه قد تجرح اللثة، لكن هذا الاستعمال هو الذي يكون على الأسنان فقط، وسواء استعمل السواك أو الفرشة فإنها تكون على الأسنان واللثة؛ لأنها لما تدلك اللثة نفسها، وهذا نوع من المساج ينشط الدورة الدموية في اللثة، فلذلك الإنسان يستاك على اللثة، وعلى الأسنان.
الشاهد من هذا الكلام: أن الحديث فيه أدب حتى وإن لم يصح، لكنه يوافق ما يوصي به أطباء الأسنان، من أن الإنسان يستاك عرضاً، أي: باتجاه عمودي من أعلى إلى أسفل والعكس.
أيضاً: ينبغي للمسلم أن يستاك على لسانه؛ لأنه قد ورد في بعض الأحاديث كحديث أبي موسى حينما رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يستاك على لسانه، حيث قال أبو موسى: (فرأيته يستاك على لسانه).
بعض الشافعية يقولون بأن الإنسان عند الاستياك ينوي به الإتيان بالسنة؛ لأن السواك مما يُتعبد به، ويبدأ بجانب فمه الأيمن من الثنايا إلى الأضراس، وليس من الأضراس إلى الثنايا كما يصنع بعض الناس حينما يريدون أن يكوّنوا صفاً أو صفوفاً خلف الإمام، فيمشي البعض حتى يصل إلى طرف اليمين في أقصى الصف ويصلي هناك، وتأتي أحياناً مجموعة أخرى فتصلي خلف الإمام، فاليمين يبدأ من خلف الإمام، وإنما اختار النبي صلى الله عليه وسلم هذا المكان لأولي الأحلام والنهى بقوله: (ليليني منكم أولو الأحلام والنهى)؛ لأن هذا يكون أقرب إلى متابعة الإمام وسماع القرآن، خصوصاً إذا كان المسجد واسعاً، فاليمين يبدأ من خلف الإمام، وينبغي أن يكون هناك اتزان، فيأتي واحد يميناً وواحد شمالاً وهكذا.
الشاهد: أن في السواك تيمناً، وأنك تبدأ من الثنايا ثم تتجه يميناً جهة الأضراس، ثم أيضاً الجنب الأيسر من الوسط إلى جهة الأضراس، والله أعلم!
اسم الکتاب : السواك وسنن الفطرة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 12