اسم الکتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 299
87 - (...) وحدّثنى حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنا ابْنُ وَهْبٍ؛ قالَ: أَخْبَرَنِى يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهابٍ؛ قالَ: أَخْبَرَنِى أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبا هُرَيرَةَ قالَ: سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " الْفَخْرُ وَالْخُيَلاءُ فِى الْفَدَّادِينَ أَهْلِ الْوَبَرِ، وَالسَّكِينَةُ فِى أَهْلِ الْغَنَمِ ".
88 - (...) وحدّثَنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ الدَّارِمىُّ، أَخْبَرَنا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ، بِهذَا الإِسْنادِ، مِثْلَهُ. وَزَادَ: " الإِيمان يَمانٍ، وَالْحِكْمَةُ يَمانِيةٌ ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
جاء فى الحديث الصحيح فى الموطأ وغيره بمعنى ما تقدم أن النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال - وهو يشير إلى المشرق -: " إن الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان - أو قال: قرن الشمس " [1] وهو محمول على ما تقدم من الوجوه كلها.
ويدل على صحة هذا التأويل أيضاً دعاء النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على مضر فى غير موطن [2].
وقوله: فى حديث حذيفة: " لا تدعُ مضَرُ عبْداً لله مؤمنًا إلا فتنوه أو قتلوه " [3]، [وقد بينه] [4] حذيفة حين دخلوا عليه عند قتل عثمان حين ملؤوا حجرته وبيته من ربيعة ومُضَر فقال: " لا تبرح ظَلمةُ مضر كل عبد مؤمن تفتنه وتقتله " [5].
قال الطحاوى: المراد بمضر هنا بعضهم كما بينه حذيفة، والعرب تقول مثل هذا فى الأشياء الواسعة، تضيف ما كان من بعضها إلى جملتها، كما قال تعالى: {وَكذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقّ} [6] ولم يرد الجميع، وكذلك يحمل على هذا ما ورد فى الحديث المتقدم، والأحاديث يصدق بعضها بعضاً على ما رجحناه من التأويل [7].
وقوله: " الإيمان يمان، والحكمة يمانية ": فعلى قول أبى عبيد أنه أراد مكة وما [1] الحديث بهذا اللفظ مع تقديم وتأخير أخرجه البخارى، ك الفتن، ب قول النبى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الفتنة من قبل المشرق " 9/ 67 وفيه قرن الشمس قبل قرن الشيطان، وأخرجه الترمذى بلفظ جذل الشيطان أو قال: قرن الشيطان، ك الفتن، وهو عند مالك ومسلم بغير ذكر قرن الشمس، ومالك فى الموطأ، ك الاستئذان، ب ما جاء فى المشرق 2/ 975، ومسلم فى الفتن وأشراط الساعة، ب الفتنة من المشرق من حيث يطلع قرناً الشيطان 4/ 2228، وأحمد فى المسند 2/ 23، 92، 111، 121، جميعاً عن ابن عمر. [2] سبق تخريجه. [3] وفى المسند 5/ 395، وابن أبى شيبة فى المصنف 15/ 11 بلفظ: عبد الله، وهو جزء حديث لهما. [4] فى نسخة إكمال الإكمال نقلها هكذا: وكذا قال لهم. [5] الطحاوى فى مشكل الآثار 1/ 436 بنحوه. قال الطحاوى: ولم يرد بذلك - رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فى دعائه على مضر - كل مضر، وكيف يكون يريد بذلك كل مضر وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مضر. [6] الأنعام: 66. [7] مشكل الآثار 1/ 436.
اسم الکتاب : إكمال المعلم بفوائد مسلم المؤلف : القاضي عياض الجزء : 1 صفحة : 299