اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 96
معنى. ثم إن أبا بكر لما عرف ما تريد من سؤالها قال: (أنا أبو بكر)، فلما عرفها نفسه اقتنعت بفتياه الأولى، وعملت بها ثم بادرت إلى انتهاز الفرصة في حضوره فسألته مسألة أخرى، قالت: (ما بقاؤنا على هذا الأمر الصالح الذي جاء الله به؟)، وإنما سألت سؤال مسرورة بالإسلام وأجابها أبو بكر جوابا فيه الحصة الأولى والسهم الأعلى، فقال: (ما استقامت بكم أئمتكم) وإنما قال ذلك رضي الله عنه من عظم فقهه، وكرم فهمه، وأنه نظر إلى أن استقامته في زمانه هي التي يترتب عليها استقامة الناس كلهم .. وفي هذا الكلام إشارة إلى أنه لو قد فسد أحد من الناس كانت الملامة حقيقة من حيث (23/ ب) التعلق بالقدوة.
وقولها: (ما الأئمة؟) فأحسن لها الجواب والتلطف إلى إفهامها بقوله: (ألم يكن لقومك أشراف ورؤوس يأمرونهم فيطيعونهم؟) فقالت: (بلى) فقال: (هم أولئك).
- 17 -
الحديث الحادي عشر:
[عن طارق بن شهاب قال: جاء وفد بزاخة من أسد وغطفان إلى أبي بكر رضي الله عنه، يسألونه الصلح، فخيرهم بين الحرب المجلية، وبين السلم المخزية فقالوا: هذه المجلية قد عرفناها، فما المخزية؟ قال: تنزع منكم الحلقة والكراع، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردون علينا ما أصبتم منا، وتدون لنا قتلانا، وتكون قتلاكم في النار، وتتركون أقواما يبتغون أذناب الإبل، حتى يرى الله خليفة رسوله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرين أمرا يعذرونكم به، فعرض أبو بكر ما قال على القوم، فقام عمر بن الخطاب فقال: قد رأيت رأيا وسنشير عليك، أما ما ذكرت من الحرب المجلية، والسلم المخزية، فنعم ما ذكرت، وأما ما ذكرت من: أن نغنم ما أصبنا منك وتردون علينا ما أصبتم
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 96