اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 312
-176 -
من أفراد البخاري:
الحديث الأول:
[عن ابن الزبير قال: لما وقف الزبير رضي الله عنه يوم الجمل، دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لديني، أفترى ديننا يبقى من مالنا شيئًا؟ ثم قال: يا بني، بع مالنا، فأقض ديني؛ وأوصى بالثلث، وثلثه لبنيه- يعني لبني عبد الله- قال: فإن فضل من مالنا بعد قضاء الدين شيء، فثلثه لولدك.
قال عبد الله بن الزبير: فجعل يوصيني بدينه، ويقول: يا بني، إن عجزت عن شيء منه فاستعن بمولاي. قال: فو الله ما دريت ما أراد حتى قلت: يا أبت، من مولاك؟ قال الله؛ قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت: يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه، فقال: فقتل الزبير ولم يدع دينارًا ولا درهمًا إلا أرضين، منها الغابة، وإحدى دارًا بالمدينة، ودارين بالبصرة، ودارًا بالكوفة، ودارًا بمصر.
قال: وإنما كان دينه الذي كان عليه: أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه. فيقول الزبير: لا، ولكن هو سلف، وإني أخشى عليه الضيعة، وما ولي إمارة قط، ولا جباية، ولا خراجًا، ولا شيئًا إلا أن يكون في غزوة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (100/ ب) أو مع أبي بكر وعمر وعثمان.
قال عبد اله بن الزبير رضي الله عنهما: فحسبت ما كان عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف، قال: فلقي حكيم بن حزام عبد الله بن الزبير فقال: يا بن أخي، كم على أخي من الدين؟ قال: فكتمته وقلت: مائة ألف.
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 312