اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 282
الذي لا إله إلا (92/ أ) هو، حتى استخلفه ثلاثًا، وهو يخلف له].
* في هذا الحديث ما سبق شرحه ومما يؤكد ما ذكرناه أن عليًا رضي الله عنه حلف ثلاثًا على أنه سمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأن هؤلاء إنما أتوا من الغلو في الدين، وكونهم جفت طباعهم حتى ظنوا أن الدين كله إهانة النفوس للقتل، وأكل الخشب ولبس الخشن وغير ذلك، فرأوا الصبر على القتل ظانين أن ذلك مما يقربهم عند الله عز وجل، وكان ذلك غلطًا منهم، وسوء تدبير، فإن الحق هو ما شرعه الله عز وجل في الحنيفية السمحة السهلة، وأن يكونوا أشداء على الكفار، رحماء بينهم، وإني لأخاف على كثير ممن يتظاهر بالزهد والانقطاع في زماننا هذا، وأن يكونوا قد بلغوا في الجهل ومخالفة الحق إلى نحو طبقة هؤلاء من كونهم يرون الإنكار على السلطات والهجران لدار الإمام قربة يزعمونها، وفضيلة يدعونها إلا أنهم ليسوا أهل شوكة ولا لهم قلوب تثبت في الحرب، ولذلك نما أمرهم، وإن الحق إعانة الخلافة فيما فرضه الله لها، وسمعت الشيخ محمد بن يحيي الربيدي رحمه الله يقول: والله الذي لا إله إلا هو، وعلمت أن مجاورتي بالبلد الحرام أفضل من مجاورتي لدار الخلافة للبثت مجاورًا بالبلد الحرام.
وليس على الناس إلا تعظيم الخلافة وإكرام الإمامة، وأن ينظروا إلى نيابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
* وسرح الناس: مواضع رعي مواشيهم ودوابهم.
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 282