اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 268
ورسوله؟]
* في هذا الحديث من الفقه أن العالم ينبغي أن يربي الناس بالعلم تربية، ويغذيهم إياه تغذية، فيربيهم بصغار العلم قبل كباره، فيكون ربانيًا كما جاء في الحديث الآخر، ويوضح ذلك أن الطفل لما كانت معدته لا تقوى على هضم الأطعمة الغليظة يسر الله له رزقه من ثدي أمه مدة طويلة يتدرج فيها إلى تناوله الأغذية الباقية على جهتها، فإن اللبن قد كان غذاء ثم انقلب لبنًا فصار على نحو الشيء المصاعد فهو من ألطف الأغذية، فإذا قويت معدة الطفل غذي بالأغذية القوية، فكذلك ينبغي للعالم أن يرفق بالناس في التعليم، فلا يعرض عقولهم لسماع ما تنكره من قبل أن يتيقن قوة عقولهم لدفع الشبهة، وقبول الحجة، والكفر بالطاغوت، والإيمان بالله، وإلا عرضهم للتكذيب، كما قال علي رضي الله عنه (87/ ب) (أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟).
-139 -
الحديث الرابع:
[عن ابن الحنفية قال: لو كان على ذاكرًا عثمان بسوء؛ ذكره يوم جاءه ناس يشكون إليه سعادة عثمان، فقال لي علي: أذهب بهذا الكتاب إلى عثمان، وأخبره أن فيه صدقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمر سعاتك يعملون بها، فأتيته بها، فقال: أغنها عنا، فأتيت بها عليًا، فقال: لا عليك، ضعها حيث وجدتها).
اسم الکتاب : الإفصاح عن معاني الصحاح المؤلف : ابن هُبَيْرَة الجزء : 1 صفحة : 268