اسم الکتاب : الإيجاز في شرح سنن أبي داود المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 234
وهو الموجود في جميع النسخ، وهو الذي ذكره أصحاب "الأطراف" [1]، وحديث عائشة هذا صحيح، ورواه مسلم.
قوله - صلى الله عليه وسلم -: "عشر من الفطرة"، قال الخطابي [2]: "فَسَّر أكثر العلماء في هذا الحديث الفطرة بالسنَّة"، قال: "ومعناه: أن هذه الخصال من سنن الأنبياء الذين أُمر [3] أن يَقتدي بهم"، قال: "وأول من أمر بها إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -، وهو معنى قوله عز وجل: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ (124)} [البقرة: 124] قال ابن عباس: أمر بهؤلاء الخصال [4]، فلما فعلهن قال الله: {قَالَ إني جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا} [البقرة: 124] [5]، أي: يُقتدى بِكَ وُيسْتَنُّ بسُنَّتِكَ"، هذا كلام الخطابي.
وقال آخرون: المراد بالفطرة هنا: الدِّين، وممن ذهب إليه: الماوردي في كتابه "الحاوي" [6]، والشيخ أبو إسحاق الشيرازي في [1] انظر: "تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف" (11/ 244 - 245)، رقم (16188).
(2) "معالم السنن": (1/ 31)، وعبارته: "فسَّر أكثر العلماء الفطرة في هذا الحديث بالسنة، وتأويله: أن هذه ... " الخ ما ساقه الشارح رحمه الله تعالى. [3] في "المعالم": "أمرنا أن نقتدي بهم". [4] في المعالم: "من أمره بعشر خصال، ثم عددهن، فلما". [5] أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره" (1/ 57)، وابن جرير في "جامع البيان" (2/ 499)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (1/ 219)، والحاكم في "المستدرك" (2/ 266)، والبيهقي في "الكبير" (1/ 149) وسنده صحيح، وانظر آثارًا عن ابن عباس بنحوه في "الدر المنثور" عند تفسير الآية. [6] انظر "الحاوي" (1/ 93)، وليس فيه هذا التفسير، وحكاه عنه وعن أبي إسحاق: النووي في "المجموع" (1/ 338) أيضًا، وعنه ابن حجر في "الفتح" (10/ 417 - ط دار السلام) وتعقبه كما سيأتي.
اسم الکتاب : الإيجاز في شرح سنن أبي داود المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 234