اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 464
وقوله: "وبها ينصب رايته". كناية عن شدة طمعه في إغوائهم [37/ أ] لأن الرايات في الحروب لا تنصب إلاَّ مع قوة الطمع في الغلبة وإلاَّ فهي مع اليأس عن الغلبة تحط ولا ترفع.
وهذا الحديث وإن كان موقوفاً له حكم الرفع؛ لأن أمور الشيطان لا تعرف من طريق الاجتهاد، وفيه ما يدل على أنه لا تجعل المساجد أسواقاً فلا يباع فيها ولا يشترى لئلا تُشَبَّه بأبغض البقاع، ولذا ثبت الأمر بالدعاء على من باع فيها أو شرى [و] [1] أن يقال له: لا أربح الله تجارتك [2].
الثالث:
213/ [3] - وعن عمر - رضي الله عنه - أنه قال: "لاَ يَبعْ فِي سُوقِنَا إِلاَّ مَنْ قَدْ تَفَقَّهَ فِي الدِّينِ". أخرجه الترمذي [3]. [إسناده حسن].
214/ 4 - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: "مَا أَوَدُّ أَنَّ لِي مَتْجَرَاً عَلَى درَجَة جَامِعِ دِمَشْقَ أُصيْبُ فِيْهِ كُلَّ يَومٍ خَمْسِين دِيْنَاراً أَتَصَدَقُ بَها فِي سَبِيْل الله، وَلاَ تَفُوتُنِي الصَّلاة فِي الجماعةِ، وَمَا [1] في المخطوط (ب): (أو). [2] يشير المؤلف - رحمه الله - إلى الحديث الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا رد الله عليك". أخرجه الترمذي رقم (1321) وقال: هذا حديث حسن غريب، والنسائي في "اليوم والليلة" رقم (176)، وابن السني في "عمل اليوم والليلة" رقم (154)، والدارمي (1/ 326)، وابن حبان رقم (313 - موارد)، وابن خزيمة رقم (1305)، والحاكم (2/ 56)، وابن الجارود في المنتقى رقم (562)، والبيهقي في السنن الكبرى (2/ 447).
قال الحاكم: صحيح على شرك مسلم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، وصححه الألباني في الإرواء رقم (1295). [3] في السنن رقم (487) وقال: هذا حديث حسن غريب، بسند حسن.
اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 464