اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 301
قوله: "يسر" هو مأخوذة: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [1] و {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ} [2].
وقوله: "إن شادَّ" بالشين المعجمة وتشديد الدال المهملة في "النهاية" [3] وفيه من شاد الدين يغلبه، أي: ما يُقَاويه وَيُقَاومُه، ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقته، والمشادة الموالية، وهو مثل الحديث الآخر: "إن هذا الدين متين، فأوغل فيه برفق" [4] انتهى.
وقوله: "يتغمدني الله برحمته" [60 أ/ ج] بالغين المعجمة, أي: يلبسنها ويسترني بها مأخوذ من غمد السيف، وهو غلافه يقال: غمدت السيف وأغمدته.
فإن قلت: ظاهر قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (32)} [5] يقتضي أن دخولها بالعمل؟ [1] سورة الحج الآية: (78). [2] سورة البقرة الآية: (185).
(3) "النهاية" (2/ 45). [4] أخرجه أحمد في "المسند" (3/ 199) والضياء في "لمختارة" رقم (2115) بسند ضعيف، من حديث أنس. وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاصي عند البيهقي (3/ 19) وابن المبارك في "الزهد" رقم (1334) بسند منقطع.
وله شاهد ثانٍ من حديث محمَّد بن المنكدر عن النبي مرسلاً. أخرجه وكيع في "الزهد" رقم (234) والحسين المروزي في زوائد زهد ابن المبارك رقم (1178) بسند منقطع أيضاً.
وفي الباب عند البخاري رقم (39) من حديث أبي هريرة ولفظه: "إن الدين يسر، ولن يشادّ الدين أحد إلا غلبه, فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة".
والخلاصة: أن حديث أنس حديث حسن بشواهده. [5] سورة النحل: (32).
اسم الکتاب : التحبير لإيضاح معاني التيسير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 301