8 - وحدثني عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أنه قال: أنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى}. في عبد الله بن أم مكتوم، جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل يقول: يا محمد استدنيني [1]، وعند النبي - صلى الله عليه وسلم - رجل من عظماء المشركين، فجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يعرض عنه، ويقبل على الآخر [2]، ويقول: يا أبا فلان، هل ترى بما أقول بأسًا؟ فيقول: لا والدماء، ما أرى بما تقول بأسًا، فأنزلت: {عَبَسَ وَتَوَلَّى [1] أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}.
9 - وحدثني عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسير في بعض أسفاره، وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يسير معه ليلًا، فسأله عمر عن شيء، فلم يجبه، ثم سأل فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، فقال عمر: ثكلتك أمك عمر! نزرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك. قال عمر: فحركت بعيري، حتى إذا كنت أمام الناس وخشيت أن ينزل في قرآن، فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت أن يكون نزل في قرآن، قال: فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلمت عليه، فقال: «لقد أنزلت علي هذه الليلة سورة لهي أحب إلى مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}» [3].
10 - وحدثني عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله [1] استدنني. [2] اجتهادًا منه - صلى الله عليه وسلم -، لهل الله يهدي هذا الكبير. فكان بعد ذلك يقرب ابن أم مكتوم. [3] يوم صلح الحديبية، فكان فتحًا.