اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 469
لم يعمل خيرًا قط، وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله أن يتجاوز عنا، قال الله قد تجاوزتُ عنك" ويحتمل أنه دعاء بلفظ الإخبار من باب رحم الله فلانًا (رجلاً كان سهلاً بائعًا ومشتريًا وقاضيًا ومقتضيًا) فإن ذلك دليل السماحة والله عَزَّ وَجَلَّ يحب السماحة والجود (حم د هب عن عثمان بن عفان) [1] رمز المصنف لصحته.
312 - " ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن وجدتم للمسلم مخرجا فخلوا سبيله: فإن الإِمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة (ش ت ك هق) عن عائشة (صح) ".
(ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم) أي ادفعوا الحدود وهي بالمهملات جمع حد قال في القاموس [2]: هو تأديب المذنب بما يمنعه، وغيره من الذنب أي ادفعوا ذلك ويأتي أن الدفع يكون بالشبهات لا أنه يترك تساهلاً وقد دل على ذلك قوله (فإن وجدتم للمسلم مخرجًا [3]) عن إقامة الحدّ وذلك بشبهة من الشبهات والحديث خطاب للأمراء ويحتمل أنه خطاب للأمة وأنهم يدفعونها بستر الفاعل وعدم رفع أمره إلى السلطان كما يرشد إليه ما يأتي من حديث ابن عمر: "تعافوا الحدود فيما بينكم فما بلغني فقد وجب" [4]. آخر الحديث يدل للأول لقوله (فإن الإِمام لأن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في [1] أخرجه أحمد (1/ 67) والنسائي (7/ 318) في السنن الكبرى (6295)، وابن ماجه (2202) قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات إلا أنه منقطع، والبيهقي في الشعب (11256)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (243) والسلسلة الصحيحة (1181). [2] القاموس المحيط (ص 352). [3] في المطبوع: فخلوا سبيله. [4] أخرجه أبو داود (4376)، والنسائي (8/ 70)، والدارقطني في السنن (3/ 113)، والحاكم (4/ 424) والبيهقي في السنن (8/ 331).
اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم الجزء : 1 صفحة : 469