responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 114
الأمير-: هذا التعليل بكونه صار شعاراً لا ينهض على المنع؛ والسلام على الموتى قد شرعه الله على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين". سبل السلام (4/ 215).
قال ابن كثير في "تفسيره" (11/ 238) في مَعرِض حديثه عن الصلاة والسلام على غير الأنبياء: وقد غَلَبَ هذا في عبارةِ كثيرٍ من النُّسَّاخِ للكُتُبِ، أنْ يُفرِدَ عليّ - رضي الله عنه - بأنْ يقال: "عليه السلام" مِن دون سائرِ الصَّحَابة، أو: "كرَّمَ الله وجهَه"؛ وهذا وإنْ كان معناهُ صَحِيحاً، لكنْ يَنبغي أن يُسَاوَى بَينَ الصَّحَابةِ في ذلك؛ فإنَّ هذا مِنْ بَاب التعظيم والتكريم، فالشَّيخَانُ وأميرُ المؤمنين عثمان، أولى بذلك منه -رضي الله عنهم أجمعين-. وفي "فتاوى اللجنة الدائمة" (3/ 100، 402): لا أصلَ لتخصيص ذلك بعليٍّ - رضي الله عنه - وإنما هُو مِنْ غُلُوِّ المتشيِّعَةِ فيه.
قال العليمي: إن قول الصنعاني "عليه السلام" بعد ذكر علي لا تعني أكثر من معناها الذي تدل عليه اللغة، ولا ينبغي تحميلها أكثر من ذلك؛ لأن الصنعاني وغيره كابن الوزير لم يستعملاها لعلي فقط، بل يطلقانها على غيره والأمر كما قال العليمي لا ينبغي إعطاؤها أكثر من حجمها، والله أعلم [1].

خلاصة القول:
وعلى العموم فإن الصنعاني مع هذه الزلات التي ربما كانت في فترة سابقة من حياته، فإنه يترضى عن جميع الصحابة، ويقدم أبا بكر وعمر ويترضى عنهم، إضافة إلى أنه يرى ترتيب الخلفاء الأربعة فقد قال تحت حديث رقم (2853) وفيه: "ألا أخبركم بأفضل الملائكة ... وأفضل النساء مريم بنت عمران" قال التفتازاني: أفضل الأمة بعد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الخلفاء الأربعة، ورتبهم على ترتيب الخلافة.

[1] انظر في المسألة: جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام لابن القيم ص 259، فتح الباري 13/ 424، المواهب اللدنية للقسطلاني 3/ 355. "الفتاوى الحديثية" لابن حجر الهيتمي (ص 100) (رقم 42)، و"غذاء الألباب" للسفَّاريني (1/ 33) و"معجم المناهي اللفظية" للشيخ: بكر أبو زيد (ص 348) و (ص 454).
اسم الکتاب : التنوير شرح الجامع الصغير المؤلف : الصنعاني، أبو إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 114
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست