أخرجه مالك في الموطأ [1]، وأبو داود [2]، والترمذي [3]، والنسائي [4].
فأما مالك: فأخرجه بهذا الإسناد الأول، عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة الأنصاري، عن حُميْدة بنتِ أبي عبيدة، عن خالتها كبشة بنت كعب ابن مالك -وكانت تحت ابن أبي قتادة- أنها أخبرتها "أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءًا فجات هرة لتشرب منه، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني انظر إليه قال: أتعجبين يا ابنة أخي! قالت: فقلت نعم.
فقال: إن رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - قال: إِنَّهَا ليست بِنَجسٍ إنها من الطَّوافِينَ عليكم أو الطوافات".
هكذا رواه يحيى بن يحيى، عن مالك.
حُميدة: -بضم الحاء وفتح الميم- ابنة أبي عبيدة بن فروة.
= يضر الجهل بحالها.
وقال ابن دقيق العيد: لعل من صححه اعتمد على تخريج مالك، وإن كل من خرج له فهو ثقة عند ابن معين، وأما كما صح عنه فإن سلكت هذه الطريقة في تصحيحه -أعني تخريج مالك- وإلا فالقول ما قال ابن مندة. اهـ.
قلت: وصححه أيضًا الحاكم وابن حبان وابن خزيمة.
والنووي في المجموع ونقل تصحيح سنده عن البيهقي، وقال الحاكم: قد صحح مالك هذا الحديث واحتج به في "موطئه" وقد شهد البخاري ومسلم لمالك أنه الحاكم في حديث المدنيين فوجب الرجوع إلى هذا الحديث في طهارة الهرة. وراجع هذه الأقوال من نصب الراية (1/ 137).
والإرواء (173) وصححه هناك. [1] الموطأ (1/ 50 رقم 13) قال يحيى: قال مالك: لا بأس به إلا أن يرى على فمها نجاسة. [2] أبو داود (75). [3] الترمذي (92) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - والتابعي ومن بعدهم مثل الشافعي وأحمد وإسحاق: ولم يروا بسؤر الهرة بأسًا وهذا أحسن شيء روى في هذا الباب، وقد جَوَّد مالك هذا الحديث عن إسحاق بن عبد اللَّه بن أبي طلحة ولم يأت به أحدا أتم من مالك. [4] النسائي (1/ 55، 178).