وأما قوله "ومن بعده" فيجوز أن تكون جارَّةً فتكون معطوفة على من الأولى، ويكون التقدير: من عهد ابن الزبير والذين بعده.
وأما قوله: "ومَنْ خلفهم" فإن "مَنْ" اسم، يريد: والذين هم خلفهم؛ يعني المأمومين.
وفي هذا الحديث من الفقه:
استحباب التأمين للإمام والمأموم والجهر به لهما -والله أعلم.
النوع الخامس في قراءة السُّورة
أخبرنا الشافعي: أخبرنا ابن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن عمه قال:
"سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الصبح {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ}.
قال الشافعي: يعني: بقاف.
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم [1]، و [الترمذي] [2]، والنسائي [3].
فأما مسلم: فأخرجه عن أبي كامل الجحدري: فضيل بن حسين، عن [أبي] [4] عوانة، عن زياد بن علاقة، عن عمه قطبة بن مالك قال: صليت وصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقرأ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} حتى قرأ {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ} قال: فجعلت أرددها ولا أدري ما قال.
وفي أخرى: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن شريك وابن عيينة وعن زهير بن حرب، عن ابن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن قطبة بن مالك [1] مسلم (457). [2] بالأصل [الثوري] وهو تصحيف، والمثبت هو الجادة وسيأتي بعد قليل العزو إليه وبيان طريقه، مما يدل على أنه سبق قلم أو سهو من الناسخ، والحديث عند الترمذي (306) وقال: حسن صحيح. [3] النسائي (2/ 157). [4] بالأصل [بن] وهو تصحيف، والصواب هو المثبت كذا في صحيح مسلم.